خلاصة:
إن أدب المقاومۀ هو الذي کان تنبعث عنه الروح الوطنيۀ جازمـۀ قويـۀ، إذا ألـح الشـاعر المقاوم علي قضيته إلحاحا، جعله يتخذ من شعره وسيلۀ کفاحيـۀ مباشـرة، و قـد جنـد شعره في خدمۀ الحياة الملتهبۀ من حوله ، فطغي عليه الحماس . من ثم الأديـب المقـاوم هو الذي يدفع بالأدب نحو الأهداف الساميۀ والمتعاليۀ. تمـيم برغـوثي مـن أبـرز شـعراء المقاومۀ الذي جند شعره لدفاع عن قضيۀ فلسـطين ، لـه قصـيدة شـهيرة مسـمي «فـي القدس » التي تصور فيها المصائب المؤلمۀ للفلسطينيين أحسـن التصـوير. تناولـت هـذه المقالۀ دراسۀ تحليليۀ وأسلوبيۀ لهذه القصيدة التي تعد من أهم أعمـال الشـاعر الأدبيـۀ. يبحث الکاتبان في هذه المقال علي المنهج التحليلي والنقـدي فـي الجـانبين المعنـوي والنفسي، ومن نتيجۀ البحث فستکشف أهم ميزاتها الأسـلوبيۀ فـي المسـتويات الـثلاث الايقاعي، والبلاغي، والترکيبي.
ملخص الجهاز:
"مررنا علی دار الحبیب فردنا عن الدار قانون الأعادی وسورها فقلت لنفسی ربما هی نعمۀ فماذا تری فی القدس حین تزورها تری کل ما لا تستطیع احتماله اذا ما بدت من جانب الدرب دورها وما کل نفس حین تلقی حبیبها تسر ولا کل الغیاب یضیرها فإن سرها قبل الفراق لقاؤه فلیس بمأمون علیها سرورها متی تبصر القدس العتیقۀ مرة فسوف تراها العین حیث تدیرها فی القدس بائع خضرة من جورجیا برم بزوجته یفکر فی قضاء إجازة أو فی طلاء البیت فی القدس توراة وکهل جاء من منهاتن العلیا یفقه فتیۀ البولون فی أحکامها فی القدس شرطی من الأحباش یغلق شارعا فی السوق رشاش علی مستوطن لم یبلغ العشرین قبعۀ تحیی حائط المبکی وسیاح من الإفرنج شقر لا یرون القدس إطلاقا تراهم یأخذون لبعضهم صورا مع إمرأة تبیع الفجل فی الساحات طول الیوم فی القدس دب الجند منتعلین فوق الغیم فی القدس صلینا علی الأسفلت فی القدس من فی القدس إلا أنت وتلفت التاریخ لی متبسما أظننت حقا أن عینیک سوف تخطئهم وتبصر غیرهم ها هم أمامک ، متن نص أنت حاشیۀ علیه وهامش أحسبت أن زیارة ستزیح عن وجه المدینۀ، یا بنی، حجاب واقعها السمیک لکی تری فیها هواک فی القدس کل فتی سواک وهی الغزالۀ فی المدی ، حکم الزمان ببینها مازلت ترکض إثرها مذ ودعتک بعینها رفقا بنفسک ساعۀ إنی أراک وهنت فی القدس من فی القدس إلا أنت یا کاتب التاریخ مهلا، فالمدینۀ دهرها دهران دهر أجنبی مطمئن لا یغیر خطوه وکأنه یمشی خلال النوم وهناک دهر کامن متلثم یمشی بلا صوت حذار القوم والقدس تعرف نفسها ..."