خلاصة:
هو مصطفي لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي المنفلوطي وهـو مـن الأدبـاء الذين کان لطريقتهم الإنشائية أثر في الجيل الماضي . و..لد. في منفلوط ، من صـعيد مصـر وتلقي علومه في الأزهر، وکان يميل إلي مطالعة الکتب الأدبية کثيرا، ولزم الشيخ محمـد عبده فأفاد منه . فانفرد بأسلوب نقي في رواياته وکتبه ، کما تميز شعره برقة وعذوبة ، قـام بترجمة العديد من الأعمال الأدبية والإقتباس من بعض روايات الأدب الفرنسـي الشـهيرة بأسلوب أدبي مميز، کما تميز بصياغة عربية في غاية الجمال والروعة . لم يحظـي بإجـادة اللغة الفرنسية لذلک استعان بأصحابه الذين کانوا يترجمون له الروايات ومن ثم يقوم هو بصيغتها وصقلها في قالب أدبي فذ. کتاباه النظرات والعبرات يعتبران من أبلـغ مـا کتـب بالعربية في العصر الحديث .
ملخص الجهاز:
"com المقدمة یعتبر مصطفی لطفی منفلوطی من أحد الکتاب الحاذقین فی الحیاة الأدبیـة والفکریـة والثقافیة فی تاریخ الادب العربی الحدیث ،وهوالعلم البارز فی الطریقة النثریة ، لأن اذا کـان المنفلوطی قد بدأ حیاته الأدبیة شاعرا؛ فهو لم یحتل مکانه فی الأدب العربی الحدیث بغیر الکتابة النثریة التی اصطنع فیها اسلوبا فریدا یحمل طابعـه ووسـمه و ینحـو فیـه منحـی جمالیا یعتمد علی الترسل والبعد عـن التکلـف وجمـال الإیقـاع الموسـیقی .
ومن ناحیة الموضوع فقـد أختـار الحیـاة الاجتماعیـة لبیئتـه واتخـذها ینبوعا لأفکاره وتحول فیها بتأثیر أستاذه محمد عبده إلی مصلح اجتماعی فهـو یـردد آراء المصلحین من حوله ویؤدیها بلغته التی تؤسر السامع وتخلب لبه ، والنظرات یتحـدث عـن عیوب المجتمع وما یشعر به من مساوئ الأخلاق مثـل القمـار والـرقص والخمـر وسـقوط الفتیات والفتیان فالمدنیة الغربیة عنـده قـد أفسـدت الشـباب إذ فتحـت أمـامهم أبـواب الملاهی والسخائف وحولتهم عن حیاة الجد والحشـمة والوقـار فهـو لـذلک یحمـل علیهـا بعنف ، ویدعو إلی الحیاة الکریمة ویکتب فـی الغنـی والفقـر ویـدعو إلـی الإحسـان والبـر بالضعیف العاجز ویصور أکواخ الفقراء ومـا هـم فیـه مـن مهانـة وذلـة ونحـن لا ننکـر أن المنفلوطی لم یکن (هیکل ، ۱۹۶۸: ۱۱۶).
ومن یطالع متن مؤلفاته ، یلمس مکنونات المجتمع الذی عاش فیه لطفـی المنفلـوطی حیث أنه قد رسم من خلال مجتمعه ما کان یعانیه هذا الأخیر من مشـکلات انقسـم فـی العدیـد مـن قضـایا المجتمـع بـین مؤیـد ورافـض ، کمسـألة الحجـاب ، ومسـألة محاکـاة المتفرنجین وغیرها، کما وعبر من خلال قصصه هذه کما عاش فی ذلک الوقت فی نفوس الشـباب مـن أشـواق وأحـزان وآلام ؛ وهکـذا جـاءت قصصـه قطـرات مـن الـدفع سـکبها المنفلوطی بین أیدی القراء."