ملخص الجهاز:
"ولعل الشاهد الأبرز علی هذا الأمر هو الوضع المتردی الذی کانت تعیشه الجامعات فی فترة ما قبل الثورة، حیث کان الإصلاح مفقودا والاستقلال بتبعه غیر موجود ایضا، وبالتالی کان الطالب یشعر منذ بدایة دخول الجامعة أنه تابع فکریا لواحد من القوی الغربیة، والسبب فی ذلک هو لامبالاة الأستاذ وفقدانه الثقة بالثقافة الإسلامیة وثقافة البلد: "إذا أراد شعب إیران وسائر الدول المستضعفة، النجاة من شر شیاطین القوی المستعمرة، فلا مجال لذلک إلا من خلال إصلاح الثقافة والعمل علی استقلالیتها، وهذا لا یتحقق إلا علی أیدی الأساتذة والمعلمین الملتزمین...
یصرح الإمام حول هذا الأمر "أن ما نرید أن نقوله أن جامعاتنا مرتبطة، هو أنها تربی أشخاصا وتعلم أناس متغربین، وأن جامعاتنا لا تنفع الشعب، فنحن نملک الجامعات منذ أکثر من خمسین سنة ولم نصل إلی الاکتفاء الذاتی فی العلوم المکتسبة فی الجامعات، فبعد خمسین سنة نشاهد بعض أطبائنا أو أغلبهم ینصحون المریض بالذهاب إلی انکلترا للعلاج، لا نملک الطبیب الکفوء الذی یلبی حاجة الشعب، إننا نملک الجامعات لکننا نحتاج إلی الغرب فی جمیع الأمور الضروریة لشعب حی، فعندما نقول، یجب إحداث تغییر جذری فی الجامعات وتغییرات أساسیة وإسلامیة، فلا نرید من ذلک أن ندرس العلوم الإسلامیة فقط، ولأن العلوم علی قسمین إسلامی وغیر إسلامی، إننا نقول أین هی نتاجات الجامعة خلال هذه السنوات الخمسین" 2 .
وقد بلغت هذه المسألة درجة من الأهمیة عند الإمام(ره) عندما اعتبر أن الأمة الإسلامیة (فی إیران) قد خرجت من سجن کبیر (بعد انتصار الثورة) ولکن هذا لا یعنی انتهاء المشکلات، بل ما زال الکثیر منها یقف حائلا أمامها ومن جملة ذلک المشکلات الفکریة، وهنا یجب علی أساتذة الجامعة والمعلین بذل جهود کبیرة فی حل المشکلات الفکریة وجعلها تتطابق مع المصدر نفسه، ص238."