خلاصة:
یصور جبران فی هذه المقالة فئتین المتضادین فی المجتمع البشری. فئة الاولی أو أبناء الکآبة هم بناة الحضارة، وفئة الثانیة أو أبناء المسرات، هم الذین تاریخهم بکامله هو تاریخ العنف والحرب والقتل وإراقة الدماء. عنوان مقالة جبران یدلّ علی الثنائیة مفارقة وتضاد بین الکابة والمسرات أو بین الخیر والشرّ. جبران فی آثاره یمیل إلی التفاصیل والجزئیات وهذه من میزات الفکر التحلیلی. ونستنتج فی هذه المجموعه إن الکآبة فی رأی جبران ناجمة عن الألم ولکنه ألم مبدع خلّاق وتتصف بالتأمل والمراقبة. هذه المجموعة تحمل رسالة اجتماعیة وغرض جبران منها اصلاح المجتمع البشری. نلاحظ التوازن فی المقاطع وفی الجمل، والایقاع فی التکرار وفی التعلیل. رؤیة جبران خلیل جبران تتغیّر بالنسبة للمفاهیم من زمان إلی آخر.
ملخص الجهاز:
صور جبران فی هذه المقالة فئتین متضادین: فئة الاولی أو أبناء الکآبة، هم بناة الحضارة وتاریخ الانسانیة ومبدعو الجمال والعواطف السامیة، أمثال المسیح الذی نصر الروح فصلبه الیهود، وسقراط الذی أسس الفلسفة فأعدمه بالسم حکام أثینا.
ترکز سیاقات الضحک علی التناقض بین أبناء المسرات وأبناء الکآبة(نحن نبکی وننتحب/ أیها الضاحکون) واقتران ضحکهم بالقتل والأسر والبکاء(قهقهة ضحککم/ سحیق- قیود- عویل) وتبیان أسباب ضحکهم، وهی الاطمئنان إلی عالم المادة(أجسادکم تلتصق مرتاحة بالتراب) وانحسار الرؤیة(لا ترون) وانحصار السمع(لا تسمعون) وعدم الاهتمام إلا بالمال(غیر لمعان الذهب) والسکر(سوی رنة الاقداح).
أبناء المسرات؟ أبناء الکابة؟ الاستغراق فی المادة النزعة المادیة الدنیویة فی تاریخ الحضارة الانسانیة هم غافلون تخلو قلوبهم من أی عاطفة نبیلة لا یهتمون إلا بمظاهر الثراء تاریخهم بکامله هو تاریخ العنف والحرب والقتل وإراقة الدماء کان موقفهم من أبناء الکآبة موقف التجاهل موقف الکراهیة، موقف العداء، موقف الإیلام موقف الإفناء، انتسابهم إلی عالم الروح(الله) الکآبة ظل الله یعطفون علی المعذبین فی الأرض یؤثرون السکینة والوحدة هم المبدعون(الجمال) هم بناء الحضارة الحقیقیون العمران والفلسفة والإیمان والعلم والحریة والأدب والفن من إنجاز أبناء الکآبة المسیح، علی بن ابی طالب، سقراط و ...
سفر أیوب، رباعیات خیام، نکبة البرامکة من هم أبناء الکآبة؟ إن الانتساب إلی عالم الروح، أی إلی الله، هو الرکن الأساس فی تحدید هویة أبناء الکآبة، وهذا ما أشار إلیه جبران منذ بدایة مقالته إذ اعتبر الکآبة ظل الله ثم علل الکآبة بالتجسد، فالأرواح التی کانت متحدا بالله فی عالم الروح انفصلت عنه عندما تجسدت فی عالم المادة، وهذا ما هو سبب کآبتها، هذا هو سبب الکآبة الجوهری نحن نبکی لأن أرواحنا منفصلة بالأجساد عن الله.
أبناء الکآبة یعطفون علی المعذبین فی الأرض: نحن نبکی ...