ملخص الجهاز:
"عند الغروب من الیوم نفسه رکبنا ، وعند انقضاء ساعة من اللیل توقف الحجاج؛ لأن الطریق کان موحلا ولا یمکن السیر فیه ، فصفوا الجمال واحدا بعد آخر ، وبمشقة کبیرة سرنا هذه اللیلة حتی صلاة الصبح .
صباح السبت ، الخامس عشر من الشهر ، وکالعادة تشرفت بزیارة الرسول الکریم صلیاللهعلیهوآله والصدیقة الطاهرة علیهاالسلام ، وبعد الزیارة رجعت إلی المنزل ، لیلة الأحد ولیلة الاثنین ولیلة الثلاثاء الثامن عشر کذلک کنت کل یوم وکل لیلة ـ بحمد الله تعالی ـ أتشرف بزیارة الحرم المبارک ، وعندما نقلوا محفة النبی صلیاللهعلیهوآله ومحفة عائشة ، لم یسمحوا کالعادة للحجاج الفرس من الاقتراب من الضریح المبارک وذلک حتی الساعة الرابعة .
وقرروا فی الصباح أن یتحرکوا لساعتین بقیتا للغروب؛ لکی یصلوا إلی المنزل الآخر وقت صلاة الصبح ، علی أساس أنـه لو حدث نقص فی الأحمال أثناء اللیل فإن الجمال سیتحمل المسؤولیة ، هذا فی الوقت الذی کان قد سرق کیس ابن الحاج عبدالهادی من علی دابته ، ولم یعوضه أحد عن ذلک .
علی أی حال ، بعد مضی عشر ساعات من لیلة الخمیس ، السابع والعشرین من الشهر ، وصلنا منزل (قطیمة) ، وتوقفنا نهارا ، ولثلاث ساعات بقین للغروب من یوم الخمیس ، السابع والعشرین ، تحرکنا من المنزل المذکور ، وفی الساعة السادسة من اللیل ، أوقف الجمالون الحجیج خلال الطریق قائلین : لقد ضللنا الطریق .
فی یوم الجمعة ، الثامن والعشرین من الشهر ، قضینا الوقت فی صحراء لا اسم لها ، ولأربع ساعات بقین للغروب من الیوم المذکور تحرکنا وبدأنا المسیر ، لنری ما سیحصل هذه اللیلة ، هل سیوصلون الحجاج المشدوهین إلی جدة أم أنهم سیختلقون لعبة أخری فی هذه الصحراء ."