الصفحة الاخیرة؛ هامة شامخة.. و رب نصیر الأدب والفن

"< SC >علی غفلة من الزمن‌ المنکسر،وفی فترة عصیبة من ذهول التاریخ‌ تلمستک الأرض ملحها و نهرها و أزاهیرها و عصافیرها مبارکة طلعتک‌ الغراء یا ولیدها الحبیب.. لقد طال هذا اللیل حتی لا متنفس للصبح فیه،و امتدت‌ الوحشة حتی لا بصیص‌ للبهجة فی تجاعید دروبها الملتویة کالاخطبوط،و استولی‌ الضجیج علی کل مکان حتی‌ لا لحظة هدیل،أو خطرة عاشق صداح،أو إرجافة نای‌ مسحور.. و رب نصیر عبد المجید فرج الله < SC > الظلام الجاثی علی صدر البرتقال فی(یافا). وفی أذنیه‌ الف(وا إسلاماه)تنبثق من‌ الحناجر المذهولة فی(سراییفو) و هی تتنفس الدخان المسموم‌ المکثف بضحکات حقوق‌ الانسان الساخرة الشاخرة، وفی رئتیه زفیر الدماء السمفوحة وراء الشمس و هی‌ تحکی عن مآس ترهف الخیال‌ تدثرها(الرمال العربیة)بکل‌ حزن و صبر و وقار.. و أرسلت‌ أول الأصوات المتمردة علی‌ سطوة(الانمساخ)فاستفاقت‌ الحمائم،و فزت البلابل، الصفدة الاخیرة و تدفقت دماء الأنهار من‌ جدید،وبدا عمود الفجر فی‌ الأفق الشرقی مداعبا نسمات‌ السحر الندیة الحائمة بین وجوه‌ المنائر الشامخة علی مد البصر.."