ملخص الجهاز:
"١. من الذی یمتلک قلبا للعبرة؟ قبل أن نتعرض لهذا السؤال یجب الإشارة الی أننا لا ننوی الحدیث حول فلسفة التاریخ عند الإمام علی( وبالتالی جعله فی عداد فلاسفة التاریخ؛ لأن ما احتواه نهج البلاغة من نقاط وکلمات علویة بشکل عام -أو کل روایة نقلت عن أئمة الدین- هو کلام هدایة، ولیس لسان عبارة أرباب العلوم الرسمیة.
إن هذا الفهم، لیس فهما لأی حادثة محددة ومعینة، بل هو إدراک بسیط وغیر حصولی لهذه المعانی حیث: ١- نحن أصحاب العهد والمیثاق وإذا نکثنا بالعهد نبادر إلی تجدیده, ٢- الحیاة الدنیویة هی حیاة مع الموت ونحن نعیش مع الموت, ٣- عندما نصبح علی انفراد مع الموت، عند ذلک یمکننا التعلم من أحداث التاریخ بشکل أفضل.
أصبح للفرد أو الجمع معان متعددة ومتفاوتة بین منظری العصر الجدید -أعم من أصالة الفرد أو المجتمع- فمن هو الفرد؟ إذا کان الجواب أن الإنسان یصبح فردا عند النسبة إلی الآخرین أو أثناء التعلق بالصدیق وکما یقول المرحوم صدر المتألهین إذا کانت حقیقتنا هی فی النسبة ونحن عین الربط، فإن کلا الفریقین أی أصحاب أصالة الفرد وأصالة المجتمع لا یمکنهما قبول هکذا قوم وهما یقتربان من بعضهما بعضا فی هذا الرفض.
عندما یقال علی سبیل المثال إن المستقبل، هو مستقبل السلام، وفی المستقبل سیتم القضاء علی الجوع والفقر والحرب والمرض، فمن الطبیعی أن یتوجه السؤال الی ماهیة التغییر والتحول الذی سیظهر فی الوضع الحالی وهل سیکون هناک مسیر قهری أو أن الأشخاص والأفراد هم الذین یفتحون أبواب التطور بجهودهم؟ وعلی هذا الأساس أصبح للفرد والجمع معنی جدید مع الفلسفة الجدیدة؛ فلسفة المعرفة الذاتیة التی تظهر علی شکلین المعرفة الفردیة الذاتیة والجمعیة؛ وإلا لو لم یکن الإنسان فی المجمع ومع الآخرین، لم یکن شیئا حتی لا یمکن أن یکون له اسم معین."