ملخص الجهاز:
"و عندما نتحدث عن أخلاق الاعلام و أخلاق الصحفی المسلم،فان مرادنا من تلک الأخلاق اصبح واضحا،لذا سیدور هذا البحث حول التساؤلات التالیة: 1-هل ان ممارسة النقد من قبل وسائل الاعلام عمل أخلاقی أم لا؟ 2-هل یجوز لوسائل الاعلام فی المجتمع الإسلام أن تنتقد الدولة؟ 3-إذا کانت الأخلاق هی الأساس فی تنامی الوسط الاجتماعی،اذن ما هو الاطار الأخلاقی الذی یمارس رجل الإعلام المسلم النقد من خلاله؟ أخلاقیة النقد أجاز القرآن الکریم للمسلمین أن یرفعوا أصواتهم ضد من ظلمهم،قال تعالی: لا یحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم و کان الله سمیعا علیما 9.
و هذه العادة ستؤدی إلی هبوط مستوی الصحافة و الصحفی عند الشعب،و تصبح غیر ذات أهمیة، و فی النتیجة أن القلق من عدم الاعتماد علی الشعب سیؤدی إما إلی موت تلک الوسائل الاعلامیة، أو اعتمادها علی الحکومة المستبدة، و هذا الاعتماد یعنی أن مخاطبی تلک الصحافة،الذین ینبغی أن یکونوا أفراد الشعب،سیصبحوا رجال الدولة،و هکذا صحافة ستتعرض للانتقاد کما انها لا تتمکن من تطبیق الآیة الکریمة: لا یحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم و کان الله سمیعا علیما 35.
و عندما نتعمق أکثر نلاحظ أن هذه الصحافة ستؤکد السلوک الظاهری لرجال الدولة و تخفی الحقائق و مثل هذه الصحافة لا یمکن أن تکون وسطا صالحا لتنمیة الأخلاق الإسلامیة فی صفوف رجال الإعلام لکن فی نظر هؤلاء ان هذا العمل یمثل العلاقة الصحیحة بین الدولة و الصحافة،غیر أن تبعیة الصحافة للحکومة سیؤدی إلی أن یتحول عمل الصحفیین إلی عمل میکانیکی،و ستتحول نفوس هؤلاء إلی نفوس منافقة،فمن یعتقد بصحة هذه العلاقة فتصوره خاطئ،لأن الصحافة إذا کانت عقلا سمتقلا فسینتج عنها: 1-ستکون الصحافة،المراقب المطلع و العاقل،الذی سیعلن لهم ما وقع و سیقع لهم،و بالنتیجة سیکون سببا لحضور و مشارکة العشب."