خلاصة:
تعتبر السیرة الذاتیة نوعا ادبیا شائعا فی الآداب العالمیة، و اصبح هذا النوع الادبی محل اهتمام مختلف الادباء، اذ قام الکثیرون بکتابة سیرهم الذاتیة منذ العقود الماضیة. انّ هذا المقال بعد عرض وجیز لمصطلحات السیرة الذاتیة، و تعاریفها، و تاریخ نشاتها لدی الادباء الفرس، یهدف الی بیان ملامح هذا اللون الادبی فی الادب الفارسی المعاصر. فالقارئ لایجد حرکة نشطة لهذا النوع الادبی فی النتاجات الادبیة الفارسیة المعاصرة سواء من ناحیة الکمّ الموجود لدی ادباء الفرس المعاصرین او من ناحیة الدراسات النظریة الاکادیمیة بالمقارنة الی الآداب الاوروبیة او حتی الادب العربی المعاصر. و القلة القلیلة للسیرة الذاتیة فی الادب الفارسی المعاصر لیست محددة المعالم. و ان کان للشعراء و الکتّاب الایرانیین القدامی، فضل السبق فی معالجة السیرة الذاتیة فی نتاجاتهم بشکل او بآخر، علما بانها ظهرت منذ العصر القاجاری فی ثوبها الجدید بدافع التعبیر عن الاحاسیس و العواطف الوجدانیة. و هذا المقال یرشدنا الی ان الخاطرة و المذکرات الیومیة تعتبر من فروع السیرة الذاتیة کما عالج البحث العلاقة الوشیجة بینها و بین الروایة
ملخص الجهاز:
» (المصدر نفسه : ١٦٩) فعلي هذا الأساس يصعب للمترجم عن ذاته التحلـي بالصـدق الحقيقـي و لـو تمني أن يکون صادقا و علي حدّ تعبير جانسون الأديـب الانکليـزي «إن السـيرة الشخصيۀ تعتبر من أکثر النصوص کمالا في ما يکتب عـن الشـخص و لکـن هـل بإمکان الإنسان أن يبوح بالأسرار التي لا يريد أن يعرفها الآخرون ؟ و هل يمکنـه أن يصوّر مواطن ضعفه دون اللجوء إلي کتمان عيوبه النفسيۀ؟» (جواري و مـؤذن ، ١٣٨٢ش : ١١٦) و لکن مع کل هذا تعتبر السيرة الذاتيۀ أصـدق أنـواع السـير لأن الحقائق تحلّ محل الخيال و الأوهام إذا کان صاحب الترجمۀ متصفا بالحياديۀ.
» (شميسا، ١٣٧٥ش : ٢٥٩) و قبل عصر ثورة الدستور نجد هذا النوع من الکتابۀ في السـير و التـذاکر، غير أن السيرة الذاتيۀ و السياسيۀ بدأت تظهر منذ العصر القاجاري «إذ اقتضت التربيۀ الدينيۀ و السياسيۀ البحث عن حياة کبار الـدين و السياسـۀ و الأدب ، و هذا ما أدّي إلي ظهور عدد ضخم من السير و التذاکر.
و مع أن هناک مشابهات بين السير الذاتيۀ و الخاطرة فإنهما تفترقان في بعض الجوانب و ذلک لأن فـي کتابۀ الخاطرة في العصر الحديث يهتم الراوي بوقائع عصره دون أن يلتفت إلي عواطفه الشخصيۀ و هذا ما يجعل السيرة الذاتيۀ أکثر اتساعا من الخاطرة کمـا أن هناک مبانيات أخري بين هذين اللونين : «فکاتب الخـاطرة لايرکـز علـي تطوره الشخصي بل الترکيز علي الأشخاص الذين کان يعرفهم و الأحداث التي صدرت منهم و السيرة الذاتيۀ تختلف عن المذکرات اليوميـۀ أيضـا لأنهـا يـتم تدوينها لتسجيل الأحداث اليوميۀ للاستفادة الشخصيۀ و عادة ما تکتب للترويح عن النفس لا لتبصر النور.