ملخص الجهاز:
"حرکة الانسان التکاملیة القهریة : قانون التکامل قانون عام فی الکون لا یشذ عنه شیء ، وخلاصة هذا القانون : أن کل مخلوق ینطوی علی درجات من الکمال غیر حاصلة بالفعل ، وقد جرت سنة الله تعالی فی الکون علی ان هذه المراحل من الکمال تبرز وتظهر بالتدریج ، وبهذه الحرکة یتحول الکائن من القوة الی الفعل ؛ فإن الکمالات التی یستبطنها الکائن هی کمالات موجودة بالقوة غیر حاصلة بالفعل .
وهذه الحرکة کالحرکة الاولی تماما یتحول فیها الانسان بصورة مستمرة وتدریجیة من القوة الی الفعل ، وتبرز وتظهر خلال هذه الحرکة المواهب والامکانات التی أودعها الله تعالی فی الانسان ، واحدة بعد اخری .
وهذه الکنوز من المواهب والقیم لا تبرز مرة واحدة وانما تظهر ضمن حرکة تدریجیة تتحول فیها هذه الکفاءات والمواهب من القوة الی الفعل ، ولا تختلف هذه الحرکة التکاملیة عن تلک فی شیء إلا فی ان هذه الحرکة تتم بارادة الانسان ووعیه وتلک الحرکة تتم من دون ______________________________ (1) البقرة : 30 .
الثانیة : أن حالة الشح حالة کامنة فی نفس الانسان بالقوة ، بمعنی الاستعداد للشح ، کما أودع الله تعالی فی نفس الانسان استعدادا للعطاء ، والآیة من سورة التغابن واضحة فی هذا المعنی اذ قال تعالی : « ومن یوق » والوقایة من المرض تختلف عن علاجه ومکافحته ؛ فإن العلاج والمکافحة لمواجهة حالة مرضیة قائمة، وأما الوقایة فللمنع ، والحیلولة دون حصولها.
وعلی العکس کلما یکون العبد أبعد شبها عن الله فی الصفات یکون ابعد عن قبول الجاذبیة الالهیة ؛ فلا یجذبه جمال الله تعالی وجلاله ، ولا یدخل فی قلبه حب الله تعالی والشوق الیه والانس به وذکره إلا بمقدار ما یحمل من صفات الله ، فإذا اکسبه الهوی اخلاق اعداء الله وجد الانسان فی نفسه إعراضا وصدودا عن الله ."