ملخص الجهاز:
"4 ـ المظاهر الاجتماعیة لموت الضمیر : ما هی المظاهر الاجتماعیة التی تعبر عن وجود هذا المرض الخطیر والتی کانت تتصف بها الامة فی ذلک العصر ؟ ونحن اذا تمکنا أن نشخص هذه الأسباب والمظاهر فسوف نستفید من قضیة الامام الحسین علیهالسلام فی فهم وفحص حیاتنا العملیة ، فإن امتنا الاسلامیة بشکل عام وفی العراق بشکل خاص قد ابتلیت الی حد ما بهذا المرض وإن بدأت تتغلب علیه تدریجیا ، وبسبب التضحیات الکبیرة والوعی للحقائق والمحن التی اصابتها .
الآیة الاولی وهی المتعلقة بموت الضمیر قوله تعالی : « وضرب الله مثلا رجلین أحدهما ______________________________ (1) وقد سبقنا الی القیام بدور الحسین علیهالسلام عالمان عظیمان احدهما استجاب الله سبحانه وتعالی لدعائه ولدعاء امته واستجابت له امته وهو الامام الخمینی قدسسره هذا الانسان الذی مارس فی هذا العصر دور الحسین علیهالسلام علی مستوی العالم الاسلامی وهذه الامة الکریمة المعطاء تمارس دور أصحاب الحسین بالبذل والعطاء لأن ضمیرها حی وارادتها محررة .
فمثلا عندما یتحدث القرآن الکریم عن مسیرة بنی اسرائیل التی انتهت بهم الی قسوة القلب کما جاء فی أوائل سورة البقرة یستعرض مجموعة من المخالفات ومظاهر التمرد علی الله تعالی مثل اتخاذهم العجل الها ، أو تبدیلهم الکلام الذی أمرهم الله أن یقولوه عند دخولهم ______________________________ (1) هذه الظواهر والأمراض وأمثالها هی الظواهر الاجتماعیة المترتبة علی موت الضمیر وفقدان الارادة والتی لها علاقة بالنقطة الرابعة التی أشرنا الیها فی صدر هذا الفصل .
وکذلک عندما یتحدث القرآن الکریم عن المنافقین فی سورة التوبة ویذکر مظاهر تمردهم وتخلفهم عن طاعة الله وما یفرضه الواجب الشرعی والمسؤولیة الاجتماعیة تجاه حرکة الامة والجماعة ، یعقب علی ذلک بمثل هذه الآیات الکریمة : « إ نما یستأذنک الذین لا یؤمنون بالله والیوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم فی ریبهم یترددون » (2) ."