خلاصة:
تُعرَّف الكناية في علم البلاغة بأنها لفظ أطلق وأريد به لازم معناه مع قرينة لا تمنع من إرادة المعنى الأصلي، أما إن قـُرنت (الكناية) بلفظ (العلمية) فإن المتبادر إلى الأذهان أن موضوعاً علمياً يمكن أن يُفهم من تلك الكناية فيصير اللفظ حاملاً لدلالة علمية؛ أُريد به لازم معناه (وهو المعنى العلمي الذي يُظهر حقيقة علمية يؤكدها العلم الحديث)، مع قرينة لا تمنع من إرادة المعنى الأصلي (والذي قد لا يكون فيه دلالة علمية).أمّا إن نُسبت الكناية العلمية إلى السنة النبوية المطهرة، فيصير المقصود بها الحقائق العلمية التي ورد ذكرها في أحاديث الرسول ، والتي تطرق إليها العلماء في عصرنا هذا في كافة الاختصاصات من طب وفلك وهندسة وزراعة وبيئة وإحصاء وتشريع وغيرها؛ حينها فقط يرتبط لازم المعنى بصورة من صور الإعجاز العلمي.ومن خلال هذا المصطلح العلمي البلاغي يكون قد تآزر الإعجازان البلاغي والعلمي وتكاملا من أجل إظهار حقائق علمية ذكرتها السنة النبوية المطهرة قبل أكثر من ألف وأربعمئة عام، وبذلك فإنه سينظوي تحت هذا الفن البياني والمصطلح البلاغي القديم الجديد كثير من مواضع الإعجاز العلمي في السنة النبوية المطهرة. وقد ارتأينا في بحثنا هذا أن نتَّخذ نماذج متفرقة من الأحاديث النبوية ؛ لنعرض من خلالها مواضع الإعجاز العلمي، وليكون هذا الفن تعبيراً واضحاً عن حقيقة الإعجاز العلمي والبياني في السنة النبوية المطهرة.وعلى العموم فإن (الكناية العلمية) في السنة النبوية المطهرة فنٌّ بلاغي جديد يكون الغرض الرئيس منه الكشف عن صورة من صور الإعجاز العلمي في السنة المطهرة