ملخص الجهاز:
"من أجل أن نبین وجهة ورؤیة الدین الإسلامی فی دور العلوم الطبیعیة فی المجتمع قسمنا الموضوع إلی ثلاثة أقسام : الإسلام والعلوم الطبیعیة الإسلام والمجتمع الإسلام والعلوم الطبیعیة والمجتمع 1 ـ الإسلام والعلوم الطبیعیة : تکررت کلمة «العلم» ومشتقاتها فی القرآن الکریم مرات عدیدة، وترددت فی السنة الإسلامیة أهمیة العلم والتعلیم والتعلم وبشکل واسع وعلی أعلی المستویات.
هذه الحقائق تزودنا بأفکار أکثر شمولیة من أفکار ومبادئ العلمانیة (سکولار) المسیطرة علی العلوم السائدة فی العصر الراهن، وبنظرات لا تحددها المادیات، ولیس غایتها النمو المادی، کما توجه التکنولوجیا والعلوم وجهة ترضی الله تعالی وتجعلها وسیلة تحقق الأهداف السامیة التی یدعو إلیها الدین الإسلامی الحنیف.
بناء علی ما تقدم یکون المجتمع الإسلامی المثالی مجتمعا یسود القانون السماوی کافة الحرکات والسکنات فیه ویسیر العدل الإلهی جمیع أعماله، وتعم السعادة الشعوب أفرادا ومجتمعات وفی مثل هذه المجتمعات تکون مجالات التقدم والازدهار والفضیلة مهیأة للجمیع کی یؤدی کل فرد ما علیه من المسؤولیة، وإن حصل تعارض بین المصالح الشخصیة والمصلحة الإجتماعیة العامة فمصلحة المجتمع تکون فی صدارة المصالح لأن المصلحة العامة فوق مصلحة الفرد.
«ج» الشعور بالمسؤولیة الإجتماعیة : فی نظر القرآن الکریم أن الإنسان خلیفة الله فی الأرض، لذا فإنه مسؤول عن نفسه کما هو مسؤول عن أبناء جلدته، وفی الحدیث النبوی الشریف: «کلکم راع وکلکم مسؤول عن رعیته»6.
مع الأسف أن تقدم العلوم والتکنولوجیا خلال القرنین الماضیین لم یستغل لسعادة ورفاه البشریة، والعکس هو الصحیح، وأهم نتائج سوء استغلال العلم والتکنولوجیا، هی: تضییع وإتلاف وتبویر الثروات الطبیعیة ازدیاد الفرق الطبقی بین الغنی والفقیر تلوذ البیئة تضعیف البعد المعنوی الإنسانی کل هذه المعضلات نشأت وترعرعت نتیجة النظرة الکونیة ذات الأفکار الضیقة للعلمانیة (سکولار) المسیطرة علی کافة الأجواء العلمیة."