خلاصة:
إنّ الأدب العربی المعاصر قد أنجب من النّساء أدیبات یعجبن العالم بآثارهنّ الأدبیّة، کما لهنّ تأثیر معجب فی ارتقاء الأدب العربیّ وازدهار الثّقافة وتهذیب الأخلاق وإقامة القیم الأخلاقیّة فی المجتمع. الأدیبة والشّاعرة المصریة المعاصرة عائشة تیمور هی التی عاشت فی عصر کان الأدب فیه غیر مستحسن من الأناث، ولکنّها ما افتنّت بمفاتن الحیاة المتحضّرة و رفاهیّة المدنیّة، بل حملت لواء النّهضة الأخلاقیّة فی أدبها ولم تتنازل من مطلوبها، ألا وهو الأدب ودراسته والحضور فی المحافل الأدبیّة. لهذه الشّاعرة أغراض شعریّة مختلفة، ولکنّ الذی یجلب الأنظار ویجذب القلوب هو القیم الأخلاقیّة فی دیوانها. أمّا الهدف من هذا البحث فهو الدّراسة عن القیم الأخلاقیّة ضمن أشعار عائشة فی المنهج التوصیفی- التحلیلی.
ملخص الجهاز:
من الأدباء الذین لم یتنازلوا عن وظیفتهم الإلهیة وما افتنوا برفاهیة المدنیة و الحضارة الفتانة، بل اجتهدوا فی إقامة أرکان القیم الأخلاقیة والأحکام الإسلامیة فی المجتمع البشری هی الأدیبة والشاعرة المعاصرة المصریة عائشة عصمت تیمور؛ وهی التی حملت تاج الأدب المصری علی رأسها وقد کانت متوجة بتاج الإسلام وتخلقت بالأخلاق الإسلامیة وتلبست بلباس التقوی وازدانت بزینة العفة؛ ومن هذا المجری شعرت شعورا قویا بتجدید المجتمع الحالی علی قوائم الکمال الفطری عند الإنسان؛ وإنها لم تلتفت بالمجتمع فحسب وهی تغفل عن أسرتها، بل کان یخفق قلبها بالرحمة إلی أعضاء أسرتها، وهذا المدعی بارز فی مرثیتها الصادقة إثر وفاة إبنتها التوحیدة، کما یطیر قلبها فی سماء المجتمع بالرحمة والشعور بالمسؤولیة؛ فنراها أصبحت مزینة بالتاجین معا: الإلتزام الإسلامی من جانب ومن جانب آخر الأدب والشعر، فمزجت بینهما، وخلقت شیئا جمیلا معجبا عنوانه الشعر الأخلاقی .
سابقة البحث إن الکتب المؤلفة حول حیاة الشاعرة عائشة تیمور قلیلة جدا، والتی بین أیدینا من المؤلفات أکثرها عام فی الشعراء المعاصرین بینهم ذکر موجز من حیاة الشاعرة، ومعدود منها تناول جمیع جوانب حیاتها عامة ولا تستقصی جانبا خاصا منها أو من أغراضها الشعریة وتحلیلها، من هذه المؤلفات: کتاب «عائشة تیمور؛ شاعرة الطلیعة» للمؤلفة می زیادة عرفتها بالبارقة فی الظلام، وکتاب «مصادر الأدب النسایی» للمؤلف جوزیف زیدان، و«شعراء مصر وبیئتهم» للأدیب المعاصر عباس محمود عقاد، و«إتجاهات الأدب العربی فی السنین المائة الأخیرة» للمؤلف محمود تیمور، و«الموسوعة الکبری لمشاهیر الکرد عبر التاریخ» للمؤلف محمد علی صویرکی الکردی؛ ومقالات عدة من أهمها «عائشة التیموریة؛ أول من حملت لواء الأدب من النساء فی نهضتنا الحدیثة» کتبها عبدالفتاح عبادة و«السیدة عائشة عصمت تیمور» لإسحق شموش.