خلاصة:
تهدف هذه الدّراسة إلى رصد آيات الفقد ، آيات الجراح البليغة التي لمّا تندمل بعد ..، تلك أحمال ثِقال ألقت بها صفحة التاريخ بالأمس ، إلينا نحن جيل اليوم.
على مدار مصفوفة سرديّة؛ حملت بطاقة هويّة باسم:" صيف إفريقي " يُرغم " محمد ديب " قارئهُ العربي، و الجزائري بخاصّة، إلى إعادة النّظر كمريض – بعين الطبيب المتفحّص – في جُرحه الثّقافي بكلّ أورامه القاتلة ؛ ليكشف:
01- كيف تماهتْ "جينيّة الاجتثاث الهوويّ "مع خطاب سردٍ ناشئ تحت عباءة "السّياسة الكولونياليّة "؟
02- ثمّ كيف كانت لِذات السّرد أن تُجابه هذه " السّياسة الكولونيالية " ، وتؤسّس على شتاتها " أنطولوجيا الوجود" ؟
ذالكُم هو مناطُ هذه الدّراسة ، وعلّة وجودها. و قد ارتضت – في طريقها إلى مسعاها – تقنيّة الاستقراء المسند بالتّأويل؛ كآليّة إجرائية / منهجية لذلك
ملخص الجهاز:
على مدار مصفوفة سرديّة؛ حملت بطاقة هويّة باسم:" صيف إفريقي " يُرغم " محمد ديب " قارئهُ العربي، و الجزائري بخاصّة، إلى إعادة النّظر كمريض – بعين الطبيب المتفحّص – في جُرحه الثّقافي بكلّ أورامه القاتلة ؛ ليكشف: 01- كيف تماهتْ "جينيّة الاجتثاث الهوويّ "مع خطاب سردٍ ناشئ تحت عباءة "السّياسة الكولونياليّة "؟ 02- ثمّ كيف كانت لِذات السّرد أن تُجابه هذه " السّياسة الكولونيالية " ، وتؤسّس على شتاتها " أنطولوجيا الوجود" ؟ ذالكُم هو مناطُ هذه الدّراسة ، وعلّة وجودها.
أوّلا: خطاب السّرد و جينيّة الاجتثاث الهووي: بين الأنا الجزائرية و الآخر الفرنسي هناك هوّة صراع؛ هوّة مليئة بالضّغائن و الأحقاد ، تلك الشّحنات التي لا يزال التاريخ ينوء بحملها ؛ بأفق غدا فيه مبعث الخطر على "معنى الإنسان" من الإنسان عينه.
وكان وجود الرواية إزاء كلّ ذلك رهين بتأديّة وظيفة محورية فعّالة ؛ وهي السّعي إلى رأب تلك الهوّة السّحيقة ، أو ترجيح كفّة الإنسان الجزائري،بل ربّما كان الأجدى بها أن تدعو إلى تفاعُليّة وسطى بين الأنا و الآخر على أقلّ تقدير.
هذا ؛ و بمساءلتنا لفكرة "الهويّة " ، ورصد انعطافاتها عبر شريط المشاهد السّردية ، نقف على تعدّدٍ هووي هائل ؛ وما يرفد هذه الحقيقة هو: ذاك التّعدّد الذي يعاينه القارئ لنص الرواية " صيف إفريقي " ؛ في الشّخصية السردية ذاتها ؛ ثمّ ما يتوارى – كنتيجة لهذا التّعدد – من التغييب الواعي الممارس من قِبَل صاحب الرواية " محمد ديب " لمعنى البطولة الواحدية.