خلاصة:
تناولت هذه الدراسة العنف الثوری والنفحة الجماهیریة الشعبیة فی شعر محمد مهدی الجواهری الذی عاش فی زمن مخاض الحوادث والتطورات السیاسیة التی مرت علی العراق بدء من ثورة العشرین وانتهاءً بحزب البعث، فالعنف الثوری فی شعر الجواهری یعود إلی الطبیعة المزاجیة العنیفة التی تمتاز بها شخصیة الجواهری. فعنف الجواهری لیس بالعنف الذی یوحی بالخشونة والحقد، فهو عنف تتطلبه ضرورة الموقف والزمن وهو عنف قد جاء بمثابة رد فعل طبیعی لواقعٍ مر. إنَّ وظیفة الجواهری بالنسبة للجماهیر تکون مضاعفة فهو فضلاً عن اشتراکه مع الجماهیر فی ایجاد الحدث فإنه یری نفسه مسؤولاً عن حفظ ذلک الحدث بقصائده وأشعاره لذلک کانت أشعاره کالماء والهواء یتلقاها الناس بحرارة وینشدونها حباً. وبحکم العلاقة الوطیدة بین الجواهری وبقیة الجماهیر فالشعبیة کانت من مضامین شعر الجواهری، فلا یغیب عن أی قضیة تحف الشعب دون أن یلتفت إلیها أو یشیر بها أو یدافع عنها. فالجواهری وإن کان مغترباً لم ینسی شعبه وهمومهم ومعاناتهم.