خلاصة:
تهدف هذه الدراسة إلى تحليل انعكاسات استراتيجيات التصنيع المتبعة في سورية
والمتمثلة بشكل رئيسي في استراتيجية إحلال الواردات وإستراتيجية نمو الصادرات على التنمية
الاقتصادية المستمرة والمدعمة ذاتياًء ودورها في تحقيق الاستقلال الاقتصادي وتقليل الاعتماد
على السوق الخارجية وكذلك أثرها على النمو الاقتصادي من خلال أثرها على الناتج المحلي
الصافي. ولأجل ذلك تضمن البحث مراجعة تحليلية لاستراتيجيات التصنيع المذكورة ودورها في
النمو من خلال استخدام المنهج التحليلي وكذلك المنهج القياسي في اختبار فرضيات البحث.
لقد بينت نتائج البحث أن استراتيجيات التصنيع المتبعة لم تسهم بشكل إيجابي في تحسين الميزان
التجاري و ميزان المدفوعات بل على العكس فإن استراتيجية إحلال الواردات قد أدت إلى زيادة
الاعتماد على الخارج بسبب الحاجة لاستيراد السلع الوسيطة وقطع الغيار التي لم يتم إنتاجها
محلياًء إضافة إلى استيراد التكنولوجيا والخبرات الأجنبية. كما أن استراتيجية التصنيع من خلال
نمو الصادرات لم تود نتائج أفضل بل كان لها الكثير من السلبيات بسبب شدة المنافسة التي
تعرضت لها الصناعة المحلية وعدم قدرة المنتجات المحلية على المنافسة في السوق العالمية.
وهذا انعكس على الميزان التجاري بعجز دائم.
كما بينت نتائج البحث أن هناك علاقة طردية قوية بين كل من استراتيجيتي التصنيع من خلال
إحلال الواردات أو نمو الصادرات مع نمو الناتج المحلي الصافي. وأورد البحث بعض المقترحات
لتحسين أداء القطاع الصناعي.