خلاصة:
تشهد البشریة نمطا اقتصادیا جدیدا قائما علی المعرفة والابتکار والتکنولوجیا, مختلفا عن الاقتصاد التقلیدی الذی ظهر بعد الثورة الصناعیة. ویهتم اقتصاد المعرفة بالمعلومات والمعرفة, بوصفها اهم سلعة فی المجتمع, واصبح تنظیم المعلومات وخدمات المعلومات وتسویقها من اهم العناصر الاساسیة فی اقتصاد المعرفة. وتحولت المعرفة الی مورد اساس من الموارد الاقتصادیة, واصبحت قوة الدولة ومصادر ثرواتها من انتاج العقول . بل صارت المعرفة فی مجتمع المعرفة واقتصادها نسقا من اتاحة المعلومات للجمیع, وهذا یعنی شفافیة اکثر وسیطرة اوسع علی الفساد والانحراف. وهی مفارقة موجعة ففی حین ان مجتمع المعرفة اکثر ثراء ووفرة واقل فسادا سیاسیا واقتصادیا, نجد النقیض فی مجتمع غیاب المعرفة موغلا فی الفساد السیاسی وتذبذب الاداء الاقتصادی, وتدهور الوضع الاجتماعی . ویسود اتجاه عالمی نحو الاستزادة من المعرفة وتطویر سبل الحصول علیها ونشرها واستخدامها لتطویر المجتمعات, والتقدم الاقتصادی, والهیمنة الاقتصادیة, فی عصر العولمة, التکتلات الدولیة الاقتصادیة والاقلیمیة, والشرکات متعددة الجنسیات, وتعاظم دور الموسسات الدولیة الکبری, مثل منظمة التجارة العالمیة, وصندوق النقد الدولی والبنک الدولی. ویعد التطور الهائل فی مجال تکنولوجیا الاتصالات والمعلومات من اهم المحرکات التی ادت الی قفزات نوعیة فی مجال التنمیة الاقتصادیة والقدرة التنافسیة فی اقتصاد المعرفة, اثمرت نموا اقتصادیا فی العدید من العالم . وقد یوفر التوجه نحو بناء اقتصاد المعرفة للدول العربیة, خیارا للتنمیة یمکن ان یساعدها علی تخفیف حدة مشکلاتها الاقتصادیة؛ اذ تعانی العدید من الدول التی تحاول ان تخطو نحو مجتمع المعرفة واقتصادها وتجسیر الفجوة التی تتسع یوما بعد یوم عن الدول المتقدمة . لذلک یکتسب التوجه نحو اقامة مجتمع واقتصاد المعرفة اهمیة قصوی کونه یتوجه بشکل مباشر نحو اساس التنمیة، ونقصد به الانسان, الثروة البشریة التی لابد من توجیه العنایة لها؛ لتنشئتها وتوجیهها نحو العلم والمعرفة والعمل والابداع فی عصر العولمة وتکنولوجیا المعلومات والاتصالات والتقدم التکنولوجی الهائل فی المجالات عامة .