خلاصة:
تُعد بلاد الأندلس من أكثر البلدان التي تركت وراءَها تُراثاً أدبيَّاً غاية في الأهميِّة لا يعرف كنهه إلَّا من تخصَّص به ، وفي هذا البحث سيطَّلع القارئ بنفسه على هذا الأمر ، سيجد أنَّ هنالك رَجُلا صَدَقَ في تحقيق نتاجه الأدبي وتفوقه فيه على الرغم من معوِّقات حياته ومنغصات سياسات حكَّام زمانه ، وسيجد أنَّ من الشُّعراء الكُتَّاب في القَرْن الخَامس الهَجْري تحديدا من تفوق من أهل العِلْم باللغة والمعرفة بلسان العرب فكان له حظّ وافر منها ، وقد وصف نفسه وافتخر بعلمه ، قائلا : (( أنَّي أقول من الشعر أبدعه ، ومن النثر أرفعه ، وأنقد النقد الذي قلَّ من يجاريني فيه ، ويباريني في التكلُّم على معانيه ... )) ذلك هو : أبو الحَسَن ، صَالَح بن صَالَح الشَنْتَمرِيّ الأندلسيّ "رحمه الله" ، إذْ أقدمنا في بحثنا هذا على تتبع سيرته وآثاره ، فكان الرَّجل حقيقة صفحة مُشْرقة أثْبتت وجودها بوصفه شاعراً وناثراً أنْدلسيِّاً مُبْدعاً ، إلَّا أنَّ الحديث عن سيرته لم يكتمل تماما ؛ لأنَّ المصادر والمراجع التي جاءت عليها لم تُبْلغنا كل ما كُنَّا نطمح أنْ نعرف عنه ، وما ذكرته إلَّا القليل القليل ، وفيما يخصُّ آثاره فقد جمعنا وتحققَّنا ممَّا توافر له في المضان من شعر ونثر ، فأعطينا تسلسلا رقميِّاً لكل نصٍ شعريٍّ وجعلناه مرتَّبا حسب تسلسل القوافي ، ثمَّ تعمَّقنا بشرح ما يوجب شرحه من مفردات شعره ونثره ... واخيرا نرجو أنْ نكون قد وفَّقنا ليسطع نور هذا العمل للقارئ من خلال بعث التراث الأدبي الأندلسي من جديد .