ملخص الجهاز:
ومن هنا فقد كان الإمامية على طول هذه المرحلة يعمدون؛ من أجل الحفاظ على وجودهم وبقائهم والدفاع عن حدود عقائدهم، إلى اتّخاذ مواقف من قبيل: التعايش والتعامل أو المواجهة بحَسَب الظروف السياسية القائمة، وبحَسَب إمكانياتهم ) طالبٌ على مستوى الدكتوراه في مجال تاريخ التشيُّع الاثني عشري في جامعة الأديان والمذاهب.
ومن هنا سوف نعمل في هذه المقالة ـ ضمن الإشارة إلى بعض أهمّ المباني والعلاقات في فكر الإمامية ـ على استعراض نماذج من الأهداف والمواقف الاستراتيجية في هذا الشأن.
أـ الأهداف يبدو ـ من خلال دراسة وضع المجتمع الإسلامي والتشيُّع في مدينة الريّ في الفترة الزمنية ما بين القرن الرابع ومنتصف القرن السابع الهجريين ـ أن الإمامية كانوا من خلال إقامة العلاقات البنّاءة مع الآخرين يسعَوْن إلى تحقيق الأهداف التالية: أـ الحفاظ على هويّة الدين الإسلامي المبين، ولا سيَّما المذهب الشيعي والكيان الإسلامي.
ومن هنا فإن الدين الإسلامي الحنيف يدعو في القرآن الكريم أتباع هذه الأديان ـ من خلال الإعلان عن بعض المشتركات بين الأديان التوحيدية، مثل: الصلاة وغيرها ـ إلى التعايش السلمي والاتّحاد حول المشتركات وتجنُّب الاختلافات( 396 ).
ومن هنا كان الإمامية في هذه المرحلة التاريخية؛ وبالنظر إلى جميع الشروط، يسعَوْن ـ كما سبق أن ذكرنا ـ إلى التعاطي السلمي والمواجهة الليِّنة مع الطغاة والظالمين، وكانوا من خلال انتهاج سياساتٍ من قبيل: التعاون والتعامل مع الخصوم بصدد تعديل أو خفض الممارسات الظالمة من قِبَلهم، والحيلولة دون المزيد من الظلم والجَوْر تجاه المظلومين.
ومن هنا فإن الإمامية طوال هذه المرحلة التاريخية قد عملوا من ـ خلال إقامة العلاقات الحَسَنة والبنّاءة مع سائر المذاهب الأخرى ـ على بسط الأمن والهدوء في الريّ؛ كي يتمكَّنوا في ظلّ ذلك من الحفاظ والدفاع عن أصل هوية التشيُّع، وتحقيق سائر أهدافهم المتعالية.