ملخص الجهاز:
2ـ مدرسة هوزال وهناك مدرسة تنّائية أخرى تأسَّست في «هوزال» في حوالي منتصف القرن الثاني للميلاد، وذلك في أعقاب ثورة باركوخا (132 ـ 135م)، حين هاجر طلاب فلسطين الذين كانوا يدرسون على الرابيين إسماعيل ويوشيا ويوناثان إلى بابل، فاستقرّوا في هوزال العراق، حيث أسّسوا مدرسة دينيّة ازدهرت في الفترة بين سنة 160 و220 للميلاد.
وفي ما يلي نبذةٌ عن المدارس التي أُقيمت في الدَوْر الثاني، والتي كان لها كبير الأثر في تطوّر الديانة اليهوديّة إلى ما هو عليه اليوم، وهي: 1ـ مدرسة نهر دعة كان موقع نهر دعة على أغلب الظنّ في جوار مدينة عانة شرقي العراق( ).
ويتمثَّل ذلك في أمرين: الأوّل: ما كان يسير عليه الآباء الأُوَل من تقاليد، وهل ظلّت وظيفة الحاخام كما هي، دون تغيير عمّا يفهم منها أيّام الرواة والشرّاح، أم أن الوضع الجديد لهؤلاء اليهود قد أخذ يفرض عليهم تطوير هذه الشخصية، وإسناد مهامٍّ جديدة إليها، وخلق شخصيّات دينية أخرى إلى جوارها، تتولّى عنها بعض المهامّ؟ وبعبارةٍ أخرى: هل أصبحت الحاخاميّة وظيفةً يتطلّع إليها كلّ يهوديٍّ؛ لما لها من ميِّزات؟ الثاني: التعليم والدراسة اليهودية في هذه الفترة الجديدة، وكيف كانت تسير تلك الدراسة؟ وهل كانت هناك شروطٌ يلزم توافرها في المعلِّم والتلميذ؟ وما هو نظام التعليم والهدف منه؟ وإلى أيّ مدىً فرضت ظروف العصر تطوّراً في النُّظُم التعليمية اليهوديّة؟ وما هو المحور الأساسي الذي كان يقوم عليه هذا التعليم؟ وما هي الجهود التي بذلها المثقَّفون والحكماء في نشر الثقافة والفكر الدينيّ بصفةٍ عامّة، سواء كان ذلك محلّياً أو على نطاقٍ أوسع خارج حدود المدينة الثقافيّة والعلميّة لليهود بابل، وبين يهود الشتات جميعاً في الأمصار المختلفة؟ تلك أهمّ الأسئلة التي يمكن أن تدور في ذهن أيّ باحثٍ في مجال تطوّر الفكر الديني اليهودي في بابل.