ملخص الجهاز:
1- صحيحة المفضل بن عمر قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) لأيّ علّة يكبّر المصلّي بعد التسليم ثلاثاً يرفع بها يديه؟ فقال (عليه السلام): «لأنّ النبي (صلَّى الله عليه وآله) لما فتح مكة صلّى بأصحابه الظهر عند الحجر الأسود فلمّا سلّم رفع يديه وكبّر ثلاثاً وقال " لا إله إلا الله وحده وحده، أنجز وعده ونصر عبده وأعز جنده وغلب الأحزاب وحده، فله الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير "، ثمّ أقبل على أصحابه، فقال: لا تدعوا هذا التكبير وهذا القول في دبر كل صلاة مكتوبة، فإنّ من فعل ذلك بعد التسليم وقال هذا القول كان قد أدى ما يجب عليه من شكر الله تعالى على تقوية الإسلام وجنده"(8).
أما الدلالة في الروايتين فواضحة في الترتيب كما أنّها لم تلحظ تسبيح الزهراء (عليها السلام) خصوصاً في الرواية الثانية فهي واردة عن الإمام الصادق (عليه السلام) بعد أن كان التسبيح بخلاف الأولى التي كانت عن النبي (صلَّى الله عليه وآله) حيث كانت ولم يكن التسبيح إذ ذاك، ولو احتملنا وجوده فعدم ذكره من النبي (صلَّى الله عليه وآله) -خصوصاً في هذا الحدث- يثبت أنّ موقع التسبيح ليس هو بعد التسليم مباشرة وقبل بقية التعقيبات.
ولكن لو قلنا بالاعتبار فهي لا تنافي ما تقدم من روايات الترتيب السابق لأنّ التسبيح دبر الفريضة يصدق على صورة إيقاعه بعد الدعاء المأثور وبهذا يبعد احتمال أنّ مفاد الرواية هو أنّ التعقيب لا يبدأ بالتكبيرات بل يبدأ بتسبيح الزهراء (عليها السلام) ومن ثمّ التهليل مرّة واحدة على خلاف ما هو المعروف بين الناس حيث يهللون مرّة واحدة -بعد التكبير ثلاثاً- ثم ينتهون إلى التسبيح.