خلاصة:
تعرَّض الكاتبُ في مقالته إلى الصفات التي يجب أن يتصفَّ بها المؤمنُ الذي يريد أن يكون من رجال الثورة الحسينية المباركة، وطبَّق بعض تلك الصفات على أصحاب الحسينعليهم السلام، واستند في بحثه القيِّم على حديث مروي عن إمامنا زين العابدين عليهم السلام الذي ذكر فيه الآية المائة والحادية عشر وما بعدها من سورة التوبة حيث ذكرت فيها صفات المؤمنين وهي: {إِنَّ اللهِ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْراةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} و{التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}، وقد قال عليهم السلام >إذا رأيت هؤلاء الذين هذه صفتهم، فالجهاد معهم أفضل من الحجّ<، وذكر الكاتب سبع صفات مهمَّة، وفصَّل فيها تفصيلا حسناً.
ملخص الجهاز:
وفي هذا الإطار أشير إلى عدد من الأبعاد المرتبطة بهذه المسألة: البعد الأول: إشارةٌ إلى بيان وجه علاقة اشتراط هذه الصّفة في رجالات الثّورة، وأقتصر في هذه الإشارة على بيان وجهين: الوجهُ الأوّل: الحقيقة القرآنية التي أشار إليها خبر أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قال: >إِنَّ أَبِي كان يقول: >إِنَّ اللَّه قضى حتماً: لا يُنْعِمُ على عبده بنعمةٍ فيسلُبها إيّاه قبل أن يحدِث العبد ما يستوجب بذلك الذنب سلبَ تلك النعمة، وذلك قول الله: {إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ}( ) والشّجاعة هي من تلك النعم التي تُسلب بسبب الذّنب، فعن يونس بن يعقوب، عن أبي عبدالله عليه السلام [أنّه] قال: >إنّ أحدكم ليكثر به الخوف من السلطان، وما ذلك إلاّ بالذنوب فتوقّوها ما استطعتم ولا تمادوا فيها الوجهُ الثّاني: إنّ رجالات الثّورة ينبغي أن يكونوا في موقع القدوة والنّزاهة؛ لأنّهم يرفعون شعارات عالية، ويريدون أن يرفعوا من مستوى وضع الأمة، ويربطونها بالله تعالى، وهذا النمط ينبغي أن يكون في موضع المحبوبية؛ لكي ينعم الله عليه بلباس السّمعة الحسنة، وهذا اللباس يناله عبر التّوبة، ففي صحيحة معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله عليهم السلام يقول: >إذا تاب العبد توبة نصوحاً أحبّه الله، فستر عليه في الدنيا والآخرة<، فقلت: وكيف يستر عليه؟ قال: >ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب، ويوحي إلى جوارحه اكتمي عليه ذنوبه، ويوحي إلى بقاع الأرض اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى الله حين يلقاه وليس شيءٌ يشهد عليه بشيء من الذنوب البعدُ الثّاني: الفوريّةُ، التّوبة عن الذّنوب واجبة وجوباً فوريّاً، فالذنوب -كما قيل- بمنزلة السّموم المضرّة بالبدن، وكما يجب على شارب السمّ المبادرة إلى الاستفراغ تلافياً لبدنه المشرف على الهلاك، كذلك يجب على صاحب الذنوب المبادرة إلى تركها والتوبة منها تلافياً لدينه المشرف على الاضمحلال، ولذا ينبغي للمؤمن أن يكون متنبّهاً لكلّ معصيةٍ شخصيةٍ -أعني التي يُمارسها الإنسان فيما بينه وبين ذاته-، مثل: ممارسة العادة السّريّة، أو النظر إلى ما يحرم عبر التلفاز والشبكة العنكبوتية والمجلات ونحو ذلك، وغير ذلك من محرّمات قد يمارسها لوحده ولم يطلع عليه إلا الله وملائكته ونبيّه وإمام زمانهl.