ملخص الجهاز:
الزبيريون وحرب الجمل « دراسة وتحليل » (القسم الثاني) الشيخ محمّد علي الشيخ عيسى قاسم المبحث الثاني: أسباب ودوافع انحراف الزبير لم يكن الزبير شخصية عادية عابرة في مسار تكوين الدولة الإسلامية، بل كان له الحضور المؤثر في بناء كيان الإسلام وتشييده؛ حيث شارك في كلِّ الحروب التي خاضها الرسول (صلَّى الله عليه وآله) مع المشركين، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لمّا جيء له بسيف الزبير بعد مقتله: «سيف لطالما جلى الكرب عن وجه رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)»(1)، وكانت له مواقف مشهودة كثيرة؛ إلا أنَّه شهد انحرافاً مفاجئاً عن الخطِّ العلوي، واتَّجه ناحية أخرى، ولِما تستحقه هذه الظاهرة من الاهتمام والتفسير، كان لابدَّ من دراسة الأسباب والدوافع التي أخذت الزبير من الضفَّة العلويَّة إلى الضفَّة الأخرى، فكانت كالتالي: السبب الأول: يعتبر كثير من الباحثين، أنَّ البذرة التي زرعها عمر بن الخطاب، بترشيحه ستة نفر من الصحابة؛ لتكون الخلافة فيهم شورى، هي بمثابة القشَّة التي قصمت ظهر البعير، وجرَّت الويلات والخلافات على الأمَّة، لِما أدخلته في نفس غير واحد من الصحابة من الطمع في المنصب والخلافة، لذا فإنَّ الشورى قد فتحت عند الزبير بن العوّام أفقاً جديداً، فالزبير لم يعرف عنه يوماً أنَّه كان رجل سياسة وتدبير، وإنَّما عرف واشتهر بالحرب والقتال، إلا أنَّ إدخال عمر له ضمن الستة، وقوله له ضمن من خاطبهم: "إنّي نظرت فوجدتكم رؤساء الناس وقادتهم، ولا يكون هذا الأمر إلا فيكم"(2) قد ولَّد عنده حبّ الرئاسة والتطلُّع للمنصب.