خلاصة:
للتراث أهميّة بالغة في الشعر الحديث الفارسيّ والعربيّ، واستلهامه ظاهرة جديدة عند الشعراء المعاصرين، وللتراث وتوظيفه في الشعر الحديث مقاصد ومصادر متنوّعة لا سيّما التراث الأدبيّ الذي يشتمل على شخصيّات الشعراء والأدباء. بناءً على ذلك، تهدف هذه المقالة إلى دراسة الشخصيّات الأدبيّة في أشعار الشاعرين أدونيس وأخوان ثالث، حيث نقارن كيفيّة استدعاء الشخصيّات الأدبيّة ومدى تأثّر الشاعرَين بهويّتهما القوميّة في هذا المسار. نرى من خلال دراستنا هذه أنّ الشاعرَين أدونيس وأخوان ثالث يهتمّان بالتراث الأدبّي على أساس هويّتهما القوميّة من جهه، ومن جهة أخرى نتبيّن أهميّة الشخصيّات الأدبيّة عند الشاعرين على أساس أحصائيّات دقيقة.
ملخص الجهاز:
يعترف أخوان بعجزه في نهاية القصيدة ويقول أنا لست ندًّا للفردوسي، أنا أقلّ منه أثرًا في هذا الطريق لكنّني أحاول أن أحافظ على القوميّة الإيرانيّة ضمن حدود قدراتي: أخشى ذلك (أن لا يحصل مثل ذلك أبدًا) از آن بيم دارم (كه هرگز مباد) أن تحمل الريح خبرًا إلى تربة الفردوسي برد سوی خاکش خبر پیک باد وأن يُقرأ له بيتٌ من أبياتي هذه بخواند از اینها بر او بیتکی الأبيات التي كلُّ واحدٍ منها أسوأ من الآخر بترصد ره از پانصدش هریکی وأن تهتزَّ نفسُ الفردوسي في قبره بلرزد به خاک اندرون پیکرش ویتألّم قلبه وينزف پر از خون شود باز دل در برش (أخوان ثالث، ترا اى كهن بوم و بر دوست دارم [أحبك أيها الوطن العريق]، 1391هـ.
ش [2012م]، ص71) یوظّف أخوان شخصيّة الخيام النيسابوري إلى جانب شخصيّة حافظ الشيرازي في الأبيات المذكورة أعلاه ويقول أنا من محبّي ديارهما وطريقتهما في الحبّ والعشق واللوعة، ويقول أنا شربت ثمالة كأسيهما بعبارة "ته جرعه هاى خيام نوشيده ام" [شربت ثمالة كأسَي حافظ والخيام]، وكلّ ذلك إشارة إلى تمسّك أخوان ثالث بالتراث (المقصود هو التراث الأدبيّ الذي خلّفه أمثال الخيّام وحافظ) وبالهويّة القوميّة من خلال توظيف الشخصيّات الأدبيّة (شرب من كأس الخيام أي إحياء أفكاره في هذا العصر).
مثل رجةٍ ينام في جسد الأيام أو في جسد الكلام (أدونيس، الأعمال الشّعريّة الكاملة، 1996م، مج2، ص499) وفي القصيدة المذكورة نرى أدونيس الشاعر زائرًا للمعرّة وهي مدينة أبي العلاء، ونجده يستخدم شخصيّة أبي العلاء حيث أشار إلى عينيه مستخدمًا لفظ "عينيك" للدلالة على هويّته الشخصيّة لأنّ كلاهما شاعر ومتمرّد.
ن، مج2، ص125) يوظّف أدونيس في النصّ المذكورة أعلاه شخصيّات أدبيّة عدّة من التراث العربيّ ومنها: "امرؤ القيس" و"أبو عبيدة" و"الشافعيّ" و"عمرو بن كلثوم" حيث يريد أدونيس قراءة ونشر تراثهم الأدبيّ من الجاهليّة إلى العباسيّة على أساس هويّتهم القوميّة والعربيّة.