"وأشد صیحة أزعجت السامعین قولنا - فی العدد الحادی عشر من هذه السنة - : ( إن أمام المصریین وسائر المسلمین سدا منیعا من الوهم ، یحول بینهم وبین السیر فی طریق الترقی ، فإذا استطاعوا أن یظهروه أو ینقبوه - ولا أقول أن یدکوه - یتسنی لهم الإیجاف والإیضاع فی ذلک المنهاج الواضح ، والمهیع الواسع ، وأن ذلک السد هو الاعتماد علی دولهم وحکوماتهم التی أمست أغلالا فی أعناقهم ، وسلاسل فی أیدیهم ، وقیودا فی أرجلهم ، وغشاوة علی أبصارهم ، ووقرا فی أسماعهم ، ورینا علی قلوبهم ..
ومن البلاء علی المسلمین أن کل إنسان یدعی کمال الفهم فی علم الاجتماع الإنسانی ، والمعرفة بأسباب ترقی الأمم وتدلیها ، لا سیما إن کان لدیه شیء من الوساوس السیاسیة التی یتلقفها من الجرائد ، ونرجو أن تزول هذه الأوهام بانتشار علم الاجتماع فی الکتب النافعة والجرائد الصادقة ."