خلاصة:
القرن السابع الهجری یعدّ من نقاط العطف بالنسبة للفکر السلفی فی العالم الاسلامی، فی هذا القرن نری انّ ابن تیمیة جعل الافکار المتطرّفة للحنابلة واهل الحدیث تیارا فکریا. قراءات ابن تیمیة الخاصة به؛ من المفاهیم الاسلامیة وآراوه الضنینة تجاه اتباع المذاهب الاسلامیة الاخری جعلته یصنّفهم فی عداد اهل البدعة، فادّی ذلک الی وقوف علماء المذاهب الاسلامیة امامه والتصدّی لافکاره الافراطیة ونقدها. وهذه المقالة تستعرض مواقف علماء ومفکّری المذهب الحنفی خاصة قبال انحرافات ابن تیمیة الفکریة.
ملخص الجهاز:
٤. يقول السبکي: «إنه يجوز ويحسن التوسل ، والاستغاثة ، والتشفع بالنبي صلي الله عليه وآله وسلم إلي ربـه سـبحانه وتعـالي، وجـواز ذلک وحسنه من الأمور المعلومة لکل ذي دين ، المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين ، وسير السلف الصالحين ، والعلماء والعـوام مـن المسلمين ، ولم ينکر أحد ذلک من أهل الأديان، ولا سمع به في زمن من الأزمان، حتي جاء ابن تيمية ، فتکلم فـي ذلـک بکـلام يلـس فيه علي الضعفاء الأغمار، وابتدع ما لم يسبق إليه في سائر الأعصار»: السبکي، تقي الدين ، شفاء السقام: ۲۹۳.
وکذلک أبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي (المتوفي سنه ٧٤٥) النحوي المفسر و المحدث و المؤرخ و الأديب ، صاحب تفسير (البحر المحيط ) إنـه مـن العلمـاء الـذين کانت لهم قصائد في مدح ابن تيمية ، بل اعتبره في إحدي قصائده محيي الدين و مظهـر الحق حين کادت معالم الدين أن تمحي، کما أطراه فقال في شأنه : إنه الإمام الذي ينتظره الجميع ،٤ لکن ابا حيان هذا حينما قرأ کتاب «العرش» لابن تيمية الذي قال فيـه : إن اللـه يجلس علي الکرسي و قد أخلي مکانا يقعد فيه مع رسول الله ص.
المواجهة العلمية لابن تيمية من قبل علماء الحنفية لقد عارض الکثير من علماء المسلمين الأفکار و العقائد المنحرفة لابن تيميـة معارضـة شديدة حيث وجهوا انتقادات شديدة إلي هذه العقائد و الأفکار، و قد انبري العديـد مـن کبار علماء أهل السنة و الجماعة أيضا لنقد أفکاره، سـواء فـي عصـره أم بعـد ذلـک مـن العصور، کما ناظره بعضهم في حياته ، ولقد کان لعلماء المذهب الحنفي و غيـرهم مـن علماء المسلمين من أهل اليقظة ، دورا فعالا في نقد آراء ابن تيمية في حياته وبعد مماتـه لحد الآن.