ملخص الجهاز:
أ- الاخلاقية من ناحية الغاية: إن غاية الاقتصاد الإسلامي لا تنبع من واقع خارج حدود الإنسان، فالماركسية في تحديدها لحق العامل وللضمان الاجتماعي تنطلق من واقع وسائل الإنتاج وتطورها، وتنظر إلى الواقع المادي للإنسان كمحدد للشكل الاقتصادي الذي يسود، بينما ينطلق الإسلام في تحديده للقيم العملية التي يجب أن تسود من ناحية خلقية.
وعملية التكافل الاجتماعي قد تتمّ بأخذ الضرائب من الأغنياء عن طريق القوة وإعطائها إلى الفقراء، ولكن هذه الطريقة ليست في نظر الإسلام صحيحة وإن كانت تؤدي الجانب الموضوعي من الغاية وهي إشباع حاجة الفقراء ، بل يجب أن تكون الطريقة أخلاقية، يجب أن ينبعث شعور التكامل من وجدان الإنسان المسلم وينطلق من مشاعره.
إن تطبيق الإقتصاد الإسلامي يبدأ بتهيئة التربة الصالحة له، يبدأ بتربية وفق عقيدة الإسلام وبث المفاهيم المنبثقة من هذه العقيدة كي تتفجر في نفس المسلم المعاصر الأحاسيس والمشاعر التي يستطيع أن يحتضن بها الاقتصاد الإسلامي ويتطلع إلى مجتمع أفضل هو المجتمع الإسلامي.
ويعلن الإسلام بأن الطبيعة ليست هي سبب جوع الفقراء، بل هو بسبب سوء التوزيع وفساد العلاقات فيقول الحديث: «ماجاع فقير إلا بما مُتّع غني» ومن كل هذا نستنتج بأن العلاقات الاقتصادية لم تقم على أساس تطور وسائل الإنتاج ولا على أي أساس مادي آخر، بل إنها قائمة على أسس فكرية وروحية تمتزجان فتكونان أخلاقية معينة، وهذه الأخلاقية هي التي تحدد العلاقات الاقتصادية وترسم طريق العدالة الاجتماعية.
أخلاقية الملكية في الاقتصاد الإسلامي إن الملكية في الإسلام تُفسر على الطريقة المذهبية على أساس العمل وصلة العامل بنتاج عمله وهذا مالسنا بصدده، إذ نحن بصدد التفسير الخلقي للملكية الذي يحدده مفهوم الخلافة، واعتبار أن الإنسان خليفة ووكيل في هذه الأرض، هذا المفهوم الذي يؤطر الملكية بالإطار العام لصياغة الإسلام للفرد في تحديد مشاعره ونشاطه.