ملخص الجهاز:
الثقافة والهوية: نحو معاينة نقدية للتعدد الثقافي محمد علي التسخيري 1 • نحن ندعو إلى مرونة واقعية ونرفض الميوعة المفرطة • شعارات العولمة ما هي إلاّ تبرير لتحقيق مصالح استكبارية • لابد أن تعتمد الأمة منهجًا للتغيير المستمر بهدف الوصول إلى الأفضل • العولمة الإعلامية تسعى إلى تثبيط الهمم وتمزيق الأواصر • الأنظمة التي تتوسل بالدكتاتورية لمواجهة العولمة هي كالمستجير من الرمضاء بالنار • على الأمة أن توازن بين موقف التوكل على الله وموقف الثقة بالنفس • كل القوانين الكونية مسخرة لصالح الإنسان.
8- على الأمة أن توازن بين موقف التوكل على الله و موقف الثقة بالنفس ولعل هذا النوع من التوازن يرتبط كل الارتباط بما قبله، فإن اعتقاد المسلم بالإرادة الإلهية المطلقة يجعله يوكل أموره إلى الله، ويعتقد أنه لا يملك من أمره شيئًا إلا بإذن الله تعالى فلا هداية إلا من الله تعالى؛ ولا توفيق إلا به تعالى، مما يركز النظر عليه في كل تأثير… إلاّ أنَّ هذا التوكُّل على الله لا يفقده الثقة بنفسه وبقدرته على التغيير، بل يمنحه أعظم الثقة بنفسه، ذلك لأنه يتصور أن الله تعالى منحه سلطان التغيير، وجعله خليفته على الأرض، يعمرها وينشئ فيها حضارة السماء أي الحضارة التي تشكل تعاليم السماء روحها؛ وأوكل إليه عملية التغيير الكبير.
9- وعليها أن تقف موقف العلوِّ على المشاكل التاريخية مع تقدير دور كل عامل فبعد إيمان المسلم بأن العوامل المحركة للتاريخ مختلفة تتراوح بين القوانين التكوينية المحركة وغير المحسوسة إلى الفطرة بغرائزها، وفوق كل ذلك الإرادة الإنسانية التي تهيِّئ للإنسان مجال التحكم في مسيره… يكون قد علا على المشاكل التاريخية، بعد أن علم بأن له اختيار تنظيم حياته، وبيده صنع حضارته، فليست المشكلة التاريخية مفروضة عليه من الأعلى بحيث لا يمكنه أن يتحرك تجاهها، وإنما يمكنه – متى لاحظ عدم صلاح واقعه – أن يغيره.