ملخص الجهاز:
العلاقات بين البشر محمد علي التسخيري* 1 • التنوع له غاياته الكبرى في الخلق • ثمة تلازم بين المسيرة الحضارية وعملية الحوار والإيمان بالقيم الإنسانية المشتركة •فطرة الإنسان تتطلب التواصل الفكري مع الآخر • الحوار لا يعني ضعف موقف المحاور أو تردده في عقيدته • لابد من دراسة الجوانب المشتركة للمتحاورين • الإسلام يربّي أبناءه على رؤية واسعة للبشر • العالمية اتجاه طبيعي في الإنسان وحركة مباركة • الامن حاجة إنسانية دائمة لا تغيّرها الظروف.
الملاحظة الأولى: التنوع لطف إلهي له غاياته الكبرى في الخلق: وقد حفلت الآيات القرآنية بما يدل على هذه الحقيقة من قبيل: قوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾.
الملاحظة الخامسة: مما يرتبط بعملية الحوار أن الهدف العام يجب أن يكون دراسة الجوانب التي يشترك فيها المتحاوران، وإن كان ذلك الاشتراك في الخطوط الجوهرية دون التفاصيل، ثم دراسة إمكان التوسع في هذه المساحة عبر سبر أبعاد المسائل والتوصل فيها إلى محاور مشتركة، ثم يأتي بعد ذلك التخطيط لتحويل المساحة المشتركة إلى واقع مجسد، وهنا يبرز أمران: أولهما: إن هذا المقصد عام متسع يمكن تطبيقه على كل المتحاورين مهما كانت مواقفهما النظرية والعملية.
وإلا فكيف نتصور الفطرة التي أعلنت الحاجة إلى الأمن وهي تسمح للفرد بالقضاء على أمن نفسه هو، أو أمن الآخرين، وبالتالي على أمن المسيرة الإنسانية كلها دون أن تحدده بما يردعه عن فعلته، حتى ولو كان ذلك بتهديد أمنه؟