ملخص الجهاز:
أنشتاين ـ وهو أجل علماء الرياضيات والطبيعيات في عصرنا بلا منازع ـ يقول في مقدمة الخلاصة الفلسفية لنظريته النسبية: «إن الإنسان بعد توغله في الفيزياء الحديثة يستطيع أن يدعي بأنه اطلع على الحروف الأبجدية لكتاب الطبيعة لا أكثر».
العلماء يجمعون على أن الدين كان المحرك الأول لكثير من المسائل العلمية التي توصلت إليها البشرية اليوم.
أما لو تسنّى لموجود أن يكون غير محدود في زمان أو مكان، أي أن لايخلو منه زمان ولا مكان، بل هو في كل زمان ومكان، ومهيمن على الزمان والمكان، عند ذاك تعجز حواسنا عن إدراك هذا الموجود.
بدأت تضرب نفسها الأرض وهي تقول: لقد عثرت الآن على هذا الإكسير الكيميائي الذي لا أستطيع أن أعيش بدونه أسفًا!
عالم الغيب ما هو الطريق الذي يسلكه العقل ليطّلع على العالم الآخر؟ ماهي الآثار المرئية التي بمقدورها الدلالة على ذلك العالم؟ هذه المسائل لا يمكن لهذا البحث الموجز أن يستوفيها.
بناء على هذا فإن العالم غير قائم بذاته، بل قائم بغيره، وهذه مسألة واضحة لا تحتاج إلى شرح وتفصيل.
كان هذا هو العامل الأول الذي دعانا إلى تثبيط عزيمة السيد على السفر، ولكنا لم نجرؤ على أن نصارحه بالسبب الحقيقي، بل جعلنا العملية الجراحية التي أُجريت له حجة لرفضنا هذه السفرة.
العالم الكبير «أنشتاين» كان له نفس هذا الإيمان حول الفرضيات الكبرى، وكان يقول إن مبدأ هذه الفرضيات نوع من الإلهام والإشراق.
نعم، إنّ نفرًا من الماديين يستطيع أن يزعم هذا، لكن الفرد الذي تربّى في المدرسة الإلهية لا يمكن أن يذهب إلى هذا التفكير..
إنه يؤمن بالخطر المحدق بالعالم، ولكنه يؤمن أيضًا بأن تجربة الإنقاذ التي تفضّل بها الله على البشرية سوف تتكرر، وسوف تمتدّ يد الغيب لتبعث المنجي والمصلح كما فعلت مِنْ قبل.