ملخص الجهاز:
مشروعه الإصلاحي: يتلخّص المشروع الإصلاحي لآية الله الخميني في المحافظة على الانتماء الإسلامي لإيران وإبقائها في دائرة الحضارة الإسلامية، معتقدًا أن الذي تعرّضت له إيران منذ بداية توغّل النفوذ الغربي يستهدف فصل هذا البلد عن انتمائه الإسلامي، وربطه قوميًا وتاريخيًا وثقافيًا بما قبل الإسلام، وسياسيًا بمصالح القوى المسيطرة.
اتجه تفكيره أولاً إلى تقوية المؤسسة الدينية المسماة «الحوزة العلمية» لأنها تمثّل القاعدة التي يستند إليها الانتماء الحضاري الإسلامي في إيران، ثم دفع هذه القاعدة نحو تبنّي قضايا الجماهير والتصدّي لمشاريع المستعمرين، ثم بعد ذلك قيادة الجماهير نحو إسقاط النظام القائم وإقامة نظام يعيد إيران سياسيًا وثقافيًا واجتماعيًا إلى دائرة الحضارة الإسلامية.
المحافظة على مكانة الحوزة العلمية: فهذه الحوزة ـ بما تخرجه من العلماء والدعاة والكتاب والباحثين في حقول العلوم الإسلامية تشكل ـ في رأي آية الله الخميني ـ قاعدة الانتماء الإسلامي لإيران، ولذلك اتجهت جهود القوى الطامعة إلى تفتيت هذه الحوزة، وعزلها عن الجماهير، وسلبها مكانتها الاجتماعية والدينية.
وعلى أثر ذلك أقدم نظام الشاه على نفي الإمام إلى تركيا، ظلّ فيها أحد عشر شهرًا، ثم نُفي إلى العراق وأقام في مدينة النجف الأشرف مدة 14 عامًا.
3ـ الإعداد للثورة الشاملة: أحداث إيران التي تلت نفي الإمام كانت في اتجاه تصفية كل معارضة وتثبيت سلطة الشاه بحماية أمريكية وإسرائيلية ومحاربة جميع ما يرمز إلى ارتباط إيران بدائرة الحضارة الإسلامية، وهي أحداث ألقت اليأس في نفوس كثير من دعاة الإصلاح، لكنّ الإمام الخميني كان يرى في هذه الأوضاع مؤشرًا لبدايات انفجار مرتقب، لذلك راح يعمل منذ سنة 1384هـ/1965 على التنظير العلمي والفقهي للدولة البديلة لنظام الشاه ضمن بحوث «ولاية الفقيه»، وهي بحوث كان يلقيها على طلابه من العلماء والمجتهدين في النجف.