ملخص الجهاز:
"( 4 ) روی ابن سعد عن عطاء بن السائب قال : ( لما بویع أبو بکر أصبحوعلی ساعده أبراد وهو ذاهب إلی السوق ، فقال عمر أین ترید ؟ قال السوق ، قالتصنع ماذا وقد ولیت أمر المسلمین ، قال فمن أین أطعم عیالی ؟ فقال عمر : انطلقیفرض لک أبو عبیدة ، فانطلقا إلی أبی عبیدة ، فقال : أفرض لک قوت رجل منالمهاجرین لیس بأفضلهم ولا بأوکسهم وکسوة الشتاء والصیف إذا أخلقت شیئا رددتهوأخذت غیره ) فی هذا الأثر فوائد جمة منها فضل الاحتراف الذی ترفع عنهکبراؤنا حتی افتقر کثیر من البیوتات لذلک ، ومنها أن الحاکم العام لیس له أنیحترف لئلا یشغله ذلک عن المصلحة العامة ، ومنها أن سنة الراشدین أن لا یفرضالإمام الأعظم لنفسه شیئا حتی تکون الأمة هی التی تفرض له وعلیه الرضا بحکمهاومنها أن العدل أن یفرض له ما یکفی للمعیشة المتوسطة بالنسبة إلی صنفه ،فیکون قریبا من کل طبقات الأمة فی حاله ، من أعطی أمراء المسلمین بعد ذلک أنیأکلوا أموال الأمة بغیر حساب ویهبوا منها بحسب أهوائهم وشهواتهم ؟ أیصح أنیکون رئیس جمهوریة سویسرة وقومه أقرب إلی العمل بسنة سلفنا من أئمتناوأمرائنا إذ فرضت له الأمة راتبا یکفیه أن یعیش کالمتوسطین فی بلده ، ومن ذلکأنه یرکب فی الدرجة الثانیة إذا أراد السفر ، وقد اشترطت الأمة علیه ذلک فإذاخالف لا یعیدون انتخابه ، دیننا وضع هذه الأصول الإصلاحیة وغیرنا یتمتعبسعادة العمل بها ویفوز بثمراتها ، ونحن نقدس أمراءنا الذین أضاعوها ، ونقوللجهلنا : ما بالنا ننکسر والأجانب ینتصرون ، ما بالنا نذل وهم یعزون ، ما بالنا نفتقروهم یستغنون ، ما بالنا نستعبد وهم یسودون { وما کان ربک لیهلک القری بظلموأهلها مصلحون } ( هود : 117 ) القری : الأمم ، والمراد بالظلم : الشرکوالکفر ، کما ورد فی الحدیث الصحیح ، وقد أوضحنا أسباب هلاک الأمم بالعقل والنقلفی المجلد الأول من المنار فلیراجع ."