ملخص الجهاز:
فهل الخطيئة مجرّد فعلٍ وتجاوزٍ مَحْضٍ للقانون الإلهي، أو هي بالإضافة إلى ذلك تشير إلى حالةٍ وجودية أيضاً؟ وهل يجب اعتبار الخطيئة حالةً وجودية وعلّةً لذنوب الشخص أو لا؟ وما هو الشأن بالنسبة إلى الأطفال؟ فهل يولد الأطفال خاطئين أو أنهم يصبحون مخطئين بعد نقضهم للقانون الإلهي؟ وهل الإنسان مخطئٌ لأنه يقترف المعاصي أم أنه يقترف المعاصي لكونه يُولَد مخطئاً؟ وما الذي ورثناه نحن البشر من أبينا آدم؟ وهل تركت الخطيئة الأولى التي ارتكبها أبونا آدم تأثيرها علينا أم لا؟ وهل مصطلح «الخطيئة الأولى»( 9 ) عند المسيحيّين هو، مثل مصطلح «الثالوث»، مصطلحٌ كلاميّ لم يَرِدْ التصريح به في الكتاب المقدَّس، ومع ذلك فقد تمّ تخصيص قسم كبير من الكتاب المقدَّس لمسألة الخطيئة وتداعياتها؟ ومن هنا سعى المتكلِّمون المسيحيّون للعثور على جذور البحث عن الخطيئة الأولى في الكتاب المقدَّس.
والاستدلال الآخر في هذا الشأن هو أن الموت ـ طبقاً لنصوص الكتاب المقدَّس ـ عقوبةٌ على الخطيئة؛ «لأن أجرة الخطيئة هي موتٌ، وأما هبة الله فهي حياةٌ أَبَدية بالمسيح EndNote No="30" Text=") المصدر السابق، رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية، الإصحاح 6، الفقرة 23 لفقرة 23.
إن الجزء الأهمّ الذي تمّ فيه الاستناد إلى العهد القديم في هذا الشأن هو القسم الثالث من سِفر التكوين، الذي يشتمل على قصّة هبوط آدم، بَيْدَ أن النقطة الهامّة في قصّة هبوط آدم في سِفر التكوين هي أن هذه القصّة إنما تشير إلى التداعيات والتَّبِعات المترتِّبة على معصية آدم وحواء، من قبيل: آلام المخاض والولادة بالنسبة إلى المرأة( EndNote No="45" Text="Page No="37" انظر: الكتاب المقدَّس، العهد القديم، سِفر التكوين، الإصحاح 3، الفقرة 16.
وقد صرَّح الشيخ أبو الفداء البروسوي قائلاً: لقد كانت الغاية منذ البداية هي إسكان الإنسان في الأرض، ولم يكن الهبوط عقوبةً لآدم على معصيته، وإنما هو تَبِعةٌ عملية لعمله، ومن هنا فقد صدر الأمر بالهبوط حتّى بعد قبول التوبة من آدم (علیه السلام)( EndNote No="103" Text=") انظر: إسماعيل حقّي أبو الفداء البروسوي، روح البيان في تفسير القرآن 1: 111، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1405هـ.