ملخص الجهاز:
"واکتفاء بما أوضحته فی رسالتی التیطبعت ووزعت علی حضراتکم وعلی کثیر من أهل الذکر ، ولبثت الجرائد توالینشرها عدة أیام - لا أرید اللیلة معاودة البحث فی هذه الشبه إذ لا تخلو إعادة القولفیها من تکرار ، وأجعل کلامی اللیلة قاصرا علی شرح طریقتی ، وعلی المناقشة معمناظری الفاضل فی خطبته التی أوضح فیها طریقته ورد بها علی مخالفیه فأقول :( بلغنی أن نفرا ممن یأخذون بالظن ویثقون بوجدانهم لم یتریثوا فی الحکمعلی طریقتنا ، فأرجفوا بأنها تقول ببقاء القدیم علی قدمه وأنها تحارب کل جدید وأنهاتمنع الاجتهاد فی اللغة کما منع من قبل الاجتهاد فی الدین ، وأنها تفرق بین اللغةوبین العلم والصناعة ، وأنها تقاوم الرقی الطبیعی للغات وغیر ذلک مما لم یکن لهموضع إلا أخیلتهم فقط .
فالعرب أنفسهم استعملواطریق التوسع فی الوضع والمجاز ، وکلکم یعرف أن المتقدمین وضعوا لهذه المسألةوحدها علمین ، علم الوضع ، وعلم البیان ، وما ذاک إلا أنها أصل من أصول اللغةوکل الاصطلاحات الدینیة والعلمیة والصناعیة وأسماء الآلات من هذا القبیل ، وهویدرس کل یوم ( معنی الکلمة لغة واصطلاحا ) وهذه الطریقة التی ینکرها ویقول أنهالا أساس لها وأنها تخالف أوضاع العرب إلخ ، قد نقض رأیه فیها فی موضع آخر منالخطبة ، فإنه قسم طرق الوضع إلی ثلاث ، فقال : والمعقول فی اختیار اللفظ للمعنیثلاث طرق :( 1 ) الوضع من جدید ."