"لشیخ علی یوسف( 4 )أخلاقه وسجایاه :المنار لا یعنی بترجمة أحد ترجمة تاریخیة محضة ؛ وإنما یعنی من تراجمالناس ببیان الأخلاق الحسنة والأعمال النافعة ، متی تکون مثالا حسنا ، وقدوةصالحة ؛ لأن غایة المنار إصلاحیة فهو یعنی بکل ما یتوسل به إلی الإصلاح ،ویرغب الناس فی الفضائل ومحاسن الأعمال ، وإن ذکرنا ما یقابل ذلک فإنما نذکرهلأن العبرة لا تتم إلا به ، ولا یجعل ذکر المساوئ هو الأصل فی الموعظة ، وقدکان ما ذکرناه من ترجمة هذا الرجل دائر علی هذا القطب ، وأحببنا أن نختمها بهذهالکلمات التی تذکر الناسی وتنبه الغافل لما هو المقصود بالذات .
وصاحب التأثیر الأول فی أفکار المصریین ، والرأیالمحترم فی جمیع الأقطار الإسلامیة ، وکم من متعلم نال الدرجات العلی فی العلوموالفنون العربیة والإفرنجیة یتمنی أن یصل إلی ما وصل إلیه الشیخ علی یوسف بمادون درجات علمه ، وهو لا یستطیع إلی ذلک سبیلا ؛ لأن من أبطأت به سجایاهوأخلاقه لا تسرع به علومه وفنونه ، فأحب أن تتذکر نابتتنا أن الرجل قد ارتقیبالعزیمة وقوة الإرادة والصبر والثبات وعلو الهمة والإخلاص للملة والأمة ، فمناستطاع أن یتخلق بهذه الأخلاق ، فلیقصد بها ما شاء من مراتب الکمال ، ومقاماتالرجال ."