الخلافة الإسلامیة مقدمة ومراجعة

"ولا تتحقق هذه الأمور إذا لم تکن قوة مسیطرة علی الاجتماع ، وید مدبرةللجماعة ، فتوحد الآحاد المنتشرة ، وتؤلف بینهم ، وتمزج بعضهم ببعض ، وتخرطهم فی نظام الجماعة ، فلا بد إذا من ( إمام وخلیفة ) ولا مفر للأفراد منطاعته والخضوع ، إذا کانوا یریدون أن یحیوا حیاة اجتماعیة طیبة ، فمقامالإمام أو الخلیفة فی الهیئة الاجتماعیة مقام النقطة من الدائرة ، وعماله بمنزلةالدائرة نفسها ، فآحاد الأمة یدورون حول هذه الدائرة ، وهی تدور حول تلک النقطة ،وبهذه الصورة تتکون من اجتماع الأفراد ( الجماعة ) ویصیرون کتلة واحدةوجسما واحدا حیا ، إذا اشتکی منه عضو تداعی له سائر الجسد ، وبهذا أمرالمسلمون ومنعوا من الوحدة والفرقة ، وأوجب علیهم أن لا یعیشوا بدون إمام ،سواء کثروا أم قلوا ، حتی لو کانوا ثلاثة وجب علیهم أن یؤمروا أحدهم لقوله -صلی الله علیه وسلم - : ( إذا کان ثلاثة فی سفر فلیؤمروا أحدهم ) ."