ملخص الجهاز:
وهذا الاعتقاد بوجود خليفة الله تعالى «اني جاعل في الارض خليفة» وبوجود خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (الخلفاء اثنا عشر كلهم من قريش)، (إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي)، الخليفة على المسلمين في الوقت الراهن الحاضر، هذا الاعتقاد يضفى برؤية وسطية في الوقت الراهن الحاضر، نظرية المسؤولية الملقاة على عاتق الأمة وعلى النخبة وعلى أهل العلم تجاه الإصلاح الاجتماعي وتغيير الفساد والقيام باقامة المعروف ودفع المنكر.
إن الله اصطفى، لضرورة في ضمن الإستخلاف العام لبني البشر بني آدم لتحقيق عبادة وعمارة الأرض، وأن ذلك الخليفة الذي يصطفيه الباري تعالى معادلة دائمة ما دامت الطبيعة البشرية على الأرض، فذكر الجملة اسمية من دون تقييدها بالنبوية أو الرسالة أو باسم آدم، وأبرز تعريف ذكر تعالى لذلك الخليفة أنّه به يدفع مخاوف الملائكة من وقوع الفساد في الأرض في المجالات المختلفة بنحو طاغ مطبق ومن وقوع سفك للدماء واستئصال النسل البشري، فوجوده وتدبيره ضرورة في اصلاح نظام الحياة للبشر على وجه الأرض، بما يزود من البرنامج الالهي التدبيري الذي يتنزل عليه من معلومات إحصائية خطيرة حول الكيان البشري وبقية الكائنات الأرضية، يتنزل عليه في ليلة القدر كما أشارت إليه آيات سورة القدر والدخان والنحل وسورة غافر وغيرها من الآيات والسور ليس المقام مصبوب للبحث فيها، وكذلك الأحاديث النبوية كحديث الثقلين وحديث الخلفاء بعد اثنا عشر وأحاديث الصادر عنه صلى الله عليه وآله وسلم حول المهدي عليه السلام والتي قد رصدها بعض المحقّقين وكذلك بعض مراكز الحديث، فوصل استقصاؤهم إلى اثنا عشر ألف حديثاً من مصادر شتى.