ملخص الجهاز:
أما من جهة متونها ومدلولاتها فإنها صريحة في عموم كون الأئمة عليهم السلام لا يموتون حتف أنفهم بل ما منهم إلا مقتول شهيد أو مسموم شهيد، وهذا العموم أو الإطلاق يشمل الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف إذ لم يرد فيه تخصيص أو تقييد إلا أن يدعى عدم ثبوت العموم أو الإطلاق من جهة عدم استظهار ذلك أو يدعى عدم ثبوت تلك الروايات سندا، أما إذا استثنينا من لا يقول بالعموم أو الإطلاق ننتهي إلى أن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف يموت مقتولاً أو مسموماً، ولكن تواجهنا مشكلة أخرى حاصلها إن الأجواء التي ذكرناها كمقدمة أو تمهيد لا تنسجم والنتيجة التي انتهينا إليها من خلال هذا العموم إذ يلزم على نتيجة هذا العموم اللوازم التي ذكرناها في حكاية ذات اللحية من استبعاد تعرض الإمام لمحاولة الاغتيال سواء بمنظار كونه الإمام أو بمنظار كونه الحاكم والرئيس وما يمكن أن يجاب به هنا (من تدخل الإرادة الإلهية,والذي تمت الإشارة إليه سلفا) يمكن أن يجاب به هناك ما خلا ثبوت الحكاية(أي يبقى إشكال عدم ثبوت الحكاية قائم حتى لو تمت الإجابة على ما أثير).
النتيجة النهائية: الذي نذهب إليه تبعاً لروايات أهل البيت عليهم السلام أن الإمام المهدي عليه السلام يموت مقتولاً لصراحة روايات ما منا إلا شهيد أو مسموم وخصوصاً الرواية التي رواها المجلسي في بحاره عن الحسن صلوات الله عليه والتي قال فيها والله لقد عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله (ان هذا الأمر يملكه إثنا عشر إماما من ولد علي وفاطمة ما منا إلا مسموم أو مقتول), فالرواية صريحة في شمول القتل أو السم للإمام المهدي عليه السلام ولعل الأقرب في سبب موته أن يكون مسموماً عليه السلام إذ أن طريقة القتل بالسم يتعسر استكشافها حتى وإن كان عند الإمام المهدي أحدث وأرقى الأجهزة الاستخباراتية وما إلى ذلك من الإمكانات العسكرية أو التكنلوجية أو غيرها, أما بناء على النظر الثاني من كون الملاحظ فيه الإمام بما هو إمام ذو علم لدني فيتساوى الأمران (الموت بالقتل أو الموت بالسم) ولا يترجح أحدهما على الآخر.