ملخص الجهاز:
٥ ـ وتؤكد هذه الروايات انتصار المسلمين على اليهود (قبل قيام الساعة) والنتيجة التي تخلص إليها مما تقدم، أنّ هناك اشتباكات حديثية بين قيام الساعة ونصر المسلمين ونزول السيد المسيح وولاية رجل من أهل بيت النبوة أمر المسلمين، الأمر الذي يوحي للمسلمين، بأن القضية المهدوية وما يرافقها من أحداث جسام وعلامات كونية، هي مسألة بعيدة زمنياً كونها ترتبط بقيام الساعة وتدخل ضمن شروطها وعلاماتها، فلا يستطيع المسلم من أهل السنة أن يميّز بين هذين الأمرين (قيام وظهور المهدي عليه السلام وقيام الساعة) من ناحية تداخلهما الزمني فتصبح الفكرة عن ظهور وقيام المهدي عليه السلام فكرة مستبعدة وبعيدة عن التحقق، وبالتالي يشكل مفهوم الانتظار عند المسلم السنّي حالة سلبية تدعوه إلى التراخي والانزواء بعيداً عن ساحات وميادين العمل والجهاد ضد الطغاة والقبول بحكمهم، ويسند ذلك كله تراث روائي ليس بالقليل، ركز على ترسيخه في عقول أولئك الظلمة، يبيح السكوت على الظلم والظالمين والصبر على أعمالهم الوحشية الظالمة انتظاراً للجزاء الأخروي.
ان الظروف السياسية التي مرّت بها الأمة الإسلامية وتسلّط الظلمة من بني أمية وبني العباس وبني عثمان وغيرهم وتسييسهم للقضية المهدوية ـ كما مر سابقاً ادى إلى إلغاء هذه الفكرة من العقل السني المسلم إلا ما ندر ـ واقتصر الفكر المهدوي على الطائفة الشيعية الإمامية، وصار الانتظار واقعاً عملياً يتعامل معه الشيعة بشكل خاص.
(٨) صحيح البخاري، للإمام ابي عبد الله بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة برذربة البخاري الجعفي، شرح وتحقيق الشيخ قاسم الشماعي الرفاعي، دار القلم، بيروت ـ لبنان، ١٤٠٧هـ ـ ١٩٨٧م، الجزء السابع، كتاب الفتن، ص ٦٧٦ـ ٦٧٧، الحديث ١٠٧٢.
(١١) شرح صحيح مسلم للإمام النووي، راجعه الشيخ خليل الميس، دار القلم، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأولى، ج١٨، كتاب الفتن وأشراط الساعة، ص ٢٥٤.