المسألة السوریة بمصرکتبنا فی جزء سابق کلمة وجیزة ؛ فیما وقع من الخلاف بین أعضاء اللجنةالتنفیذیة للمؤتمر السوری الفلسطینی وبین رئیسها السابق الذی اقتضی أن تقرراللجنة إلغاء الریاسة الشخصیة الدائمة لها ، وذکرنا أن بعض الفضلاء یسعونللصلح بین الأعضاء ، والرئیس السابق الذی ألف لجنة جدیدة تعترف له بریاستهالملغاة ، لیس فیها أحد من أعضاء اللجنة القانونیة إلا واحد مستخدم عنده براتبشهری ، ونذکر الآن بالإیجاز أن الساعین بالصلح قد فشلوا ، وظهر لهم ولغیرهم أنسبب الخلاف الذی شجر ؛ هو ما ثبت من أن الرئیس السابق یسعی مع أخویهلاستغلال القضیة السوریة وثورتها لدی فرنسة ، بزعمه أنه یمکنه بنفوذ اللجنةإخضاع البلاد کلها لفرنسة بالشروط التی یتفق هو معها علیها سرا ، وینفذها باسماللجنة جهرا ، وقد صرحت الجرائد الفرنسیة حتی الطان منها : بأن أولاد لطف اللهمعترفون بالانتداب ویسعون للاتفاق مع فرنسا خلافا لرشید رضا وأسعد داغر منالأعضاء المتطرفین الذین یسعون للاستقلال العربی ، وأن لطف الله وجد قوة جدیدةترجح علی هؤلاءالمتطرفین بمشایعة الدکتور عبد الرحمن شاهبندر له ، واشتغالهمعه فی خدمته السیاسة الفرنسیة .
وفیه أن للواقف أن یشترط لنفسه جزءا من ریع الموقوف ؛ لأن عمرشرط لمن ولی وقفه أن یأکل منه بالمعروف ، ولم یستثن إن کان هو الناظر أوغیره ، فدل علی صحة الشرط ، وإذا جاز فی المبهم الذی تعینه العادة کان فیمایعینه هو أجوز ، ویستنبط منه صحة الوقف علی النفس ، وهو قول ابن أبی لیلیوأبی یوسف وأحمد فی الأرجح عنه ، وقال به من المالکیة ابن شعبان وجمهورهمعلی المنع إلا إذا استثنی لنفسه شیئا یسیرا بحیث لا یتهم أنه قصد حرمان ورثته ،ومن الشافعیة ابن سریج وطائفة وصنف فیه محمد بن عبد الله الأنصاری شیخالبخاری جزءا ضخما ، واستدل له بقصة عمر هذه وبقصة راکب البدنة [3] بحدیثأنس فی أنه صلی الله علیه وسلم أعتق صفیة ، وجعل عتقها صداقها ، ووجهالاستدلال به أنه أخرجها عن ملکه بالعتق ، وردها إلیه بالشرط ، وسیأتی البحثفیه فی النکاح ، وبقصة عثمان الآتیة بعد أبواب .