"(12) المنار : إن التوحید الخالص عند المسلمین یقتضی اعتقاد بطلان الشرک بجمیع أنواعه ، ومنها التثلیث وتعظیم الصور والتماثیل واتخاذها کما هو صریح وصایا التوراة التی هی أساس عقیدة الأنبیاء کإبراهیم و موسی و عیسی علیهم السلام ، وإذا سمی اعتقاد البطلان عداوة ، فالنصاری یعادون کل ما فی الإسلام من العقائد الصحیحة وأولها التوحید الخالص ، ومن الغباوة أن یظن الکاتب أنه بهذه الکلمة المبهمة المجملة التی قالها فی تقریب التثلیث یخدع أحدا من المسلمین : أما عوامهم فیکتفون فی إبطاله بقول النصاری إن الثلاثة واحد ، وأما خواصهم فیعلمون أن هذه العقیدة بتفصیلها من عقائد قدماء الوثنیین ، وقد ألف بعض المتأخرین منهم کتابا سماه (العقائد الوثنیة فی الدیانة المسیحیة) ذکر فیها النصوص الصریحة من کتب البوذیین وغیرهم فی هذه العقیدة ، فلم تستطع مجلة المشرق الجزویتیة أن ترد علیه بالاعتراف بأن الوثنیین قد سبقوا النصاری إلی عقیدة الثالوث ، وقولها إن ذلک ثالوث نجس ، وإن ثالوث النصاری مقدس !"