ملخص الجهاز:
"أی استطاعت أن تجتاز المخاطر الأساسیة التی تعترض مراحل التکون الأولی و أصبحت حقیقة لها وزنها السیاسی و العسکری فی مواجهة الاحتلال الاسرائیلی و یمکن ملاحظة عدد من المتغیرات الایجابیة التی حدثت و کان للمقاومة دور ما فی تحققها: 1-لأول مرة فی تاریخ الاحتلالات الاسرائیلیة للأراضی العربیة الإسلامیة تتجلی داخل الکیان الصهیونی حالة التململ الشعبی العام و تنطلق الأصوات عالیة داخل هذا الکیان بدعوة القیادة العسکریة و السیاسیة بضرورة الخروج من المستنقع اللبنانی.
و علی مدی توفیر هذا الدعم یتوقف مستقبل هذه المقاومة سلبا أو إیجابا و فی ضوء حجم هذا الدعم یمکن رصد الآفاق المستقبلیة و قراءة النتائج و المتغیرات القادمة إن علی صعید المهمة المباشرة-أی تحریر الجنوب-أو علی صعید المرتجی الأبعد و هو تحویل المقاومة إلی نهج نضالی یعید الاعتبار إلی نظریة الکفاح الشعبی المسلح کوسیلة لتحریر المنطقة من الصهیونیة: و إذن نبدأ بالحدیث عن هذه العناصر کل علی حدة: 1-العنصر الثقافی: لیس المقصود من العنصر الثقافی هنا ما قد یتبادر إلی بعض الأذهان من أن المستوی الثقافی لأی مجتمع هو الذی یحدد له فرص الهزیمة و الانتصار أمام مجتمع آخر..
2-العنصر السیاسی: إن عنصر الدعم السیاسی لحرکة المقاومة ضد الاحتلال فی الجنوب هام و أساسی، و لا یمکن إدراک أهمیته إلا فی ضوء المخطط الاسرائیلی الهادف إلی عزل المقاومة تارة ضمن هویة جغرافیة ضیقة لا تتجاوز ساحة الجنوب و تارة ضمن هویة طائفیة قد لا تتعدی الطائفة الشیعیة تمهیدا للحؤول دون احتضانها من قبل أوسع القوی و الجماهیر علی الساحة اللبنانیة و استطرادا من قبل جماهیر المنطقة العربیة و الإسلامیة.."