ملخص الجهاز:
"أما إذا کان الحرف یشبه ما یعمل الرفع و النصب فی الاسم،فإنه یعمل الرفع و النصب فیه لهذا الشبه بینه و بین ما یشبهه من الأفعال نحو: «إن»و أخواتها؛إذ إنها تنصب الأسم و ترفع الخبر لأنها تشبه الفعل.
و إذا کان لا بد من العمل،فأصله أن یعمل الجزم،بخلاف الحرف المختص بالاسم الذی أصل عمله الجر، (1)المرتجل،ص 168،183،211 و 223-226،و الجنی الدانی،ص 90 و ذلک لأن الجزم فی الفعل نظیر الجز فی الأسم.
و قد أشار أبن الخشاب إلی ذلک متأثرا بالجرجانی قائلا:«و الحرف ینقسم انقسامات: منها انقسامه من طریق العمل و الأهمال؛ذلک أنه لا یخلو من أن یکون عاملا،و هو کل حرف اختص بأحد القبیلین:الاسم و الفعل فیعمل فیما اختص به کحروف الجر المختصة بالأسماء،و کحروف الجزم المختصة بالأفعال،أو یکون مهملا،فلا یعمل، و ذلک إذا کان مترددا فی الدخول علی القبیلین:الاسم و الفعل،یدخل علی هذا تارة،و علی ذاک أخری کحروف الاستفهام،و ما أشبهها.
لکن نحویا مشهورا فی تخصصه بدراسة حروف المعانی،هو أحمد بن عبد النور المالقی اختلف مع المتقدمین و المتأخرین و المحدثین فی عمل الحرف،ذلک أن معظمهم أجمع علی أن الحرف یقسم من حیث العمل إلی قسمین:عامل و غیر عامل،غیر أن المالقی یخالفهم فی ذلک،و یری أن الحرف یقسم ثلاثة أقسام و هی: 1-قسم یعمل فقط.
من هنا یمکن القول إن قدامی النحاة و بعض المتأخرین و المحدثین تناولوا حروف المعانی،و أجروا بحوثا فیها و دراسات مستفیضة دون أن یحصروا العوامل منها و غیر العوامل،و الجائز أن یعمل و ألا یعمل من هذه الحروف فی إطار مستقل یضم کل منها علی حدة بخلاف المالقی الأندلسی الذی حدد العامل لا غیر،و غیر العامل فقط،و الجائز أن یعمل و ألا یعمل فی أقسام مستقلة مفصول الواحد منها عن الآخر."