ملخص الجهاز:
"نلاحظ من خلال هذه القصص ان الشعراء شأنهم شأن کل افراد المجتمع یمارسون ایضا النذر و یعتقدون به،و لیس فقط الشعراء بل الفقهاء و العلماء، فقد أورد الاستاذ علی البهادلی فی أطروحته:«ألزم الشیخ حسن طراد نفسه اثناء تلقی العلم فی الحوزة العلمیة بالنجف الاشرف بنذر شرعی یتضمن الالتزام بملء فراغ الوقت بالدراسة و التحصیل العلمی؛و لم یستثن من الاعمال إلا ما یضطر إلیه شرعا کتأدیة الصلاة الواجبة،أو تناول الطعام،و نحوهما من الضروریات الحیاتیة،و کان ذلک من اجل حفظ الوقت من الضیاع بصرفه فیما لا یتعلق بالمهمة الدراسیة من قریب أو بعید.
و خلاصة ما تقدم من هذه القصص جمیعا ان النذر کان یمارس من قبل عامة الناس و الحکام و الولاة و الشعراء و الفقهاء و المعصومین،فالنذر إذن مسألة حیاتیة یتناقلها الناس مع افکارهم و معتقداتهم من جیل إلی جیل،و هذا الاعتقاد قد نشأ فی نفوسهم و عقولهم منذ الأزل عندما کان الناس یمارسونه رهبة و خوفا من الآلهة فیقدمون لها القرابین و الهدایا خوفا من غضبها،و ابتغاء لمرضاتهم و اعتقادا منهم بأن هذه الآلهة سوف تحقق طلباتهم إما هی نفسها و إما تکون شفیعة لهم عند من هم اعظم منها،هذا فی العهود القدیمة قبل ظهور الادیان و فی الجاهلیة،أما عند الشعوب ذات الادیان السماویة فکانوا ینذرون للانبیاء و للأولیاء لما لهؤلاء من شفاعة عند الله سبحانه،فالنذر هنا لیس خوفا و رهبة کما فی الجاهلیة،بل ابتهال و تمنیات نابعة من عقیدة و ایمان بهذه العبادة.
فالنذور کثیرة لهؤلاء القدیسین و الاأولیاء،و التی إن دلت فتدل علی إیمان و اعتقاد بشفاعة هؤلاء الاولیاء عند الله تعالی،و لذا یقدمون نذرهم وکلهم ایمان بأن هذا النذر سوف یتحقق بشفاعة القدیسین و الاولیاء،و لا مجال لنا هنا لحصرها جمیعا لأنها کثیرة و متعددة الاشکال و الانواع."