ملخص الجهاز:
"و الجواب: ان التدخل القبیح ما کان تلقائیا و من غیر سابقة اذن منه تعالی،اما من اتخذ عند الرحمن عهدا فان شفاعته امتداد لشفاعة المولی تعالی و فرع علی شؤونه بارادته و حکمته،«ما من شفیع الا من بعد اذنه»3، و بعد فان رحمة الله تعالی واسعة لا نهایة لها مع الابد،و هو القائل«یا عبادی الذین أسرفوا علی أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله یغفر الذنوب جمیعا»4 و هذه أرجی آیة فی القرآن-علی ما قیل-تطرد الیأس عن التفکیر الدینی علی الاطلاق.
اذن فقد«کتب ربکم علی نفسه الرحمة»5لیغفرن ذنوب عباده جمیعا، و من ثم مهد لذلک أسبابه الخاصة من توبة و استغفار و شفاعة باذنه،و بعث عباده الیها بعثا حثیثا قضاء لهذا اللطف العمیم و الرحمة الشاملة،و قال:«یا أیها الذین آمنوا اتقوا الله و ابتغوا الیه الوسیلة»6.
و الجواب: ان الاغترار بالشفاعة انما یکون اذا کان الوعد بها حتمیا بالنسبة الی جمیع الاثام و بالنسبة الی جمیع العصاة فردا فردا،شمولا و استیعابا،بحیث یکون کل أحد علی یقین من شمول الشفاعة له بصورة خاصة..
و هکذا الوعد بالرحمة و المغفرة و طرد الیأس و القنوط عن الحیاة:«قل یا عبادی الذین أسرفوا علی أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله یغفر الذنوب جمیعا»4 «و لا تیأسوا من روح الله انه لا ییأس من روح الله الا القوم الکافرون»5«ان الله لا یغفر أن یشرک به و یغفر ما دون ذلک لمن یشاء»6.
یوسف:87 قال تعالی:«یا أیها الذین آمنوا اتقوا الله و ابتغوا الیه الوسیلة»1، فهذه أبواب التوبة و الاستغفار و الشفاعة وسائل الی رحمة الله الواسعة،هو فتحها فی وجههم رحمة بهم و رأفة«ان الله بالناس لرؤوف رحیم»2."