دعوة متجددة - مجلة المورد افتتاحية

"هؤلاء الذین توجوا انفسهم‌ ولاة للبیان و البدیع منذ عصر الفترة المظلمة ارادوا لهذا العصر الامتداد،و قد نجحوا بالفعل من مدة حتی اوائل القرن العشرین عندما بدأ«نظام الوراثة»الذی‌ استنوه فی تولی«مقالید التراث»بالانحسار لترتفع اصواب لیست متحسرة و لا وجلة هذه المرة انما هی شجاعة بعلمیة و مجابهة بامانة.. ان النظرة التقدمیة العلمیة للتراث لیست ولیدة الصدفة و لا هی مراعاة بحتة لمتغیر ذوقی،انما هی خاضعة وفق الصیغ العلمیة لمتغیر زمنی فرضه تطور العصر الذی تشابکت فیه العلائق الاجتماعیة و الاقتصادیة و السیاسیة و نمت ایجابا باتجاه الثورة فی مسعی لتحقیق طموح الطبقات الاجتماعیة المحرومة،و فی مجال‌ الثقافة-و التراث مؤشر اساس لها-تسعی الطبقات الرجعیة المتنفذة فی المجتمع فی‌ حال هیمنتها علی السلطة الی ترکیز ثقافتها البرجوازیة و اقامة المؤسسات التی‌ تخدم فکرها الرجعی بعیدا عن طموحات المثفقین الثوریین الذین یسعون الی اشاعة الثقافة التقدمیة التی تتواصل معها الجماهیر،و من هنا فان الطبقات الرجعیة تسخر التراث لخدمة اغراضها الطبقیة فتتعلق بجوانب سلبیة منه و تجهد کثیرا لاغناء هذه‌ الجوانب مادامت تطمن حاجاتها و تمدها باسباب البقاء."