ملخص الجهاز:
"و لکننا زیادة علی تلک القوانین الطبیعیة التی تحکم العالم المادی بدأنا نتعرف عالما آخر مخالفا کل المخالفة لعالمنا،و هذا العالم هو الذی نسمیه عالم الروح و لامراء فی أننا نعرف الکثیر من ظواهر الحیاة،و لکنا سنجد أن هذه الظواهر الحیویة ترجع فی الأصل إلی شیء وراء الحیاة،و هذا الشیء هو الذی قیل عنه إنه سبب الحیاة التی ما هی فی الواقع إلا المظهر المنظور للنفس.
«یقول علماء التشریح إن الهیکل العظمی یقف نموه عند الانسان حین یدرک الخامسة و العشرین،و من المسلم به کذلک أن الحیوان فی الجملة یظل ینمو طیلة ربع زمن وجوده فی الحیاة،و لکن لماذا هذا التحدید الزمنی؟إننا نحن معشر الأطباء لا نعرف شیئا عن هذا الصدد،و إذا کان الحالق قد اختار لبلوغ نمو الإنسا حدا غایته خمس و عشرون سنة فهل یستحیل علیه تغییر هذه الفترة؟ ألأننا نحن الاطباء قد صغنا هذا القانون التشریحی و وقفنا عاجزین عن تغییر هذا الحد الزمنی؟ما الذی یمنع الله سبحانه من العمل بشکل آخر؟ «لقد اعتدنا من البائولوجیا أن نقول إنه لتحدید العناصر التشریحیة لا بد من مرور فترة زمنیة تکون ثابتة دائما للحالات الفسیولوجیة المتشابهة و لا یعمل تدخلنا العلاجی شیئا أکثر من وضع الانسجة فی أحسن حالة تضمن سیر ذلک التطور سیرا عادیا دون اضطراب.
و لما عقدت جلسة بعد ذلک و فتشت فیها مرجری جاء ولتر و هیمن علیها،ثم سلم الکتلة لسیدة کانت حاضرة قائلا إنه أخرج منها قارورة الحبوب محتفظا فی داخل القارورة بالرقعة التی علیها الإسم المکتوب،و سامت القارورة و الرقعة التی فیها إلی تلک السیدة،و قال ولتر«لقد ترکت السلسلة ذات الحلقات السبع فی داخل الکتلة،و أنکم لتستطیعون سماع صوت خشخشتها أذا أنتم هززتم الکتلة."