ملخص الجهاز:
"* «و إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذا عوابه و لوردوه إلی الرسول و إلی أولی الأمر منهم لعلمه الذین یستنبطونه منهم و لولا فضل الله علیکم و رحمته لا تبعتم الشیطان إلا قلیلا» «النساء:83» النص التشریعی قبل استعراض النصوص التشریعیة التی تدل علی ما قلناه،لنعرف فی البدایة مفارقة دقیقة فی الهدف من ذلک فی الفصل القادم تحت عنوان(من هو الرئیس الیوم؟)«أولو الأمر؟» ان الغایة التی نستهدفها هنا هی:اثبات حرمة التصدی للقیادة العامة من قبل أی إنسان لم تبلغ به الفقاهة حد الاجتهاد،و لا الضبط حد العدالة،و لا أی إنسان کذلک من قبل الآخرین.
قال تعالی: «هو الذی أرسل رسوله بالهدی و دین الحق لیظهره علی الدین کله و لو کره المشرکون» (التوبة:33)،و لا یظهر هذا الدین و لا تتوسع هذه الرسالة إلا علی أیدی أبنائها،اولئک الذین رفعوا من شأنها حتی عادت منافعهم الخاصة أمامها ضئیلة لا تستحق ذکرا،و قد وصفهم الله تعالی بقوله: «إن الله اشتری من المؤمنین أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة یقاتلون فی سبیل الله فیقتلون و یقتلون وعدا علیه حقا فی التوراة و الإنجیل و القرآن و من أوفی بعهده من الله فاستبشروا ببیعکم الذی بایعتم به و ذلک هو الفوز العظیم» (التوبة:111).
و إذا کانت الرسالة الاسلامیة لا تقف عند حاجز مهما کان شأنه،و إن کلف الأمة جهودا و أموالا و أنفسا،فإن علی الإمام،و هو قمة الدولة و ممثل الأمة،أن یستقطب جهود الأمة،و یوجه طاقاتها،و ینظم شؤون دعوتها ما استطاع إلی ذلک سبیلا،لیحقق هدفها الأسمی فی الحیاة،و هو حمل دعوة الدین إلی کل إذن واعیة و کل قطب سلیم."