کلمة المؤسس: الإصلاح المتفرقات

"و ان الغرب لم ینل الاصلاح المطلوب،و الرقی المرغوب الا بفضل رجال قلائل نشروا المبادیء القویمة بین الشعب و ذللوا بأفکارهم المستقیمة کل صعب و ساعده علی ذلک حکوماته الدستوریة التی لم تقم عقبة کؤدا فی طریق کل اصلاح. لا ننال الاصلاح إلا أن ینفر من کل فرقة منا طائفة ذات عقول نیرة و أفکار ثاقبة یستضیئون بمشکاة العلم الصحیح و یسیرون علی منهاج الحق الصریح،فیأخذون للاصلاح اهبته و یعدوا له عدته،و یسعون بانشاء الجمعیات،و إقامة الحفلات و المنتدیات،التی تسعی سعیا حثیثا فی احیاء مجد الأمة و علو کعبها و یستحفزون همم الاغنیاء و یستجیدون ألف أهل الثراء،لتشیید المدارس و بناء المکاتب التی تربی لنا للمستقبل رجالا یعرفون قیمة الاصلاح و تهدیهم السبیل التی لا تضل بهم و تدفعهم إلی اتباع السبل یبینوا للشعب فوائد المکتبات العمومیة التی تسوق العامة إلی المطالعة و التعلق بالکتب النافعة،و الصحف المفیدة فیستعیضون بها عن القهاوی و الحانات، التی تجر المصائب و الویلات."